تفسير الأعناق على أربعة أوجه
الجماعة* الرّقاب* التّمثيل* الأيمان*
فوجه منها ؛ الأعناق : الجماعة ؛ قوله تعالى فى سورة الشّعراء : (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ)(١) ؛ أى جماعتهم (٢) وجبابرتهم (٣).
والوجه الثانى ؛ الأعناق : جمع عنق (٤) ؛ الذى هو الرّقبة ؛ قوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ)(٥) ؛ أى فى رقابهم ؛ نظيره قوله تعالى : (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ)(٦).
والوجه الثالث (٧) ؛ فى عنقه ؛ أى يلزمه كما تلزم القلادة العنق على التّمثيل ؛ قوله تعالى : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ)(٨) ؛ يعنى : يلزمه ولا يفارقه.
__________________
(١) الآية ٤.
(٢) على ما ذهب إليه أكثر المفسرين. وقيل : أراد بالأعناق هنا الرقاب ؛ كقولك ذلّت له رقاب القوم وأعناقهم (اللسان ـ مادة : ع. ن. ق) وانظر (تفسير الطبرى ١٩ : ٣٦) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٠٤) و (تنوير المقباس ٢٢٨).
(٣) فى م : «وصناديدهم».
(٤) «العنق ـ بإسكان النون وضمها ـ وصلة ما بين الرأس والجسد. يذكر ويؤنث» (اللسان ـ مادة ع. ن. ق).
(٥) الآية ٧١ وتسمى سورة غافر.
(٦) سورة الأنفال / ١٢. وفى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٢٤٢) «مجازه على الأعناق. يقال : ضربته فوق الرأس ، وضربته على الرأس» وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٩٨) «أراد : أعالى الأعناق التى هى المذابح ، ..» وفى (معانى القرآن للفراء ١ : ٤٠٥) قال الفراء : علّمهم مواضع الضرب فقال : اضربوا الرءوس والأيدى والأرجل ..».
(٧) فى م : «الأعناق فى عنقه».
(٨) سورة الإسراء / ١٣. «أى عمله لازم له لزوم القلادة أو الغلّ لا يفكّ عنه» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٤٩) وبنحوه فى (تفسير القرطبى ١٠ : ٢٢٩) و (تفسير الطبرى ١٥ : ٣٩) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٥٢) و (اللسان ـ مادة : ع. ن. ق) و (غريب القرآن للسجستانى ٢١٣).