تفسير الأمانة على ثلاثة أوجه
الفرائض* الودائع* العفّة*
فوجه منها ؛ الأمانة يعنى : الفرائض ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ)(١) ؛ مثلها فى سورة الأحزاب : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ)(٢) يعنى : الفرائض (٣) ؛ ونحوه.
والوجه الثانى ؛ الأمانة يعنى : الودائع ؛ قوله تعالى فى سورة النساء : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها)(٤) يعنى : الودائع : المفتاح ؛ وكقوله تعالى فى سورة المؤمنون : (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ)(٥) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «السّائل» (٦) : (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ)(٧) يعنى : بالأمانات : الودائع.
والوجه الثالث ؛ الأمانة : العفّة ؛ قوله تعالى : (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)(٨) يعنى : العفيف (٩).
* * *
__________________
(١) الآية ٢٧. وفى (تفسير ابن كثير ٢ : ١٠٣) عن ابن عباس : هى فرائض الله التى تخفى على الأعين» وبنحوه فى (تنوير المقباس : ١١٥).
(٢) الآية ٧٢.
(٣) كما فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٣٥٢) و (تفسير القرطبى ١٤ : ٢٥٣) و (البحر المحيط ٧ : ٢٥٣) وفى (تفسير الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٩٨) «المراد بالأمانة : الطاعة ، ...» وفى (تفسير الطبرى ٢٢ : ٤١) قال الطبرى : «عنى بالأمانة فى هذا الموضع : جميع معانى الأمانات فى الدين وأمانات الناس ، ...».
(٤) الآية ٥٨. وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٧٧) «قيل : نزلت فى عثمان بن طلحة بن عبد الدار ، وكان سادن الكعبة ..» وبنحوه فى (تنوير المقباس ٥٨) و (الدر المنثور للسيوطى ٢ : ١٧٤) و (أسباب النزول للواحدى ١٥٠) وانظر ترجمته فى (الإصابة ٢ : ٤٥٢).
(٥) الآية ٨.
(٦) فى م : «وفى سورة سأل سائل». «وتسمى المعارج والواقع» (الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ١ : ٦٩).
(٧) الآية ٣٢.
(٨) سورة القصص / ٢٦.
(٩) فى م : «التعفف». وانظر : (تفسير الطبرى ٢٠ : ٦٣) و (تفسير القرطبى ٣ : ٣٨٥) و (تنوير المقباس : ٢٤١).