تفسير الأذان على وجهين
السّماع* نداء (١) *
فوجه منهما ؛ الأذان بمعنى : السّماع ؛ قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ* وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ)(٢) يعنى : سمعت ؛ نظيره فى سورة «حم السجدة» (٣) : (قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ)(٤) يعنى : سمعت.
والوجه الثانى ؛ أذّن بمعنى : نادى (٥) ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ)(٦) يعنى : نادى مناد بينهم ؛ أى بين الجنّة والنّار (٧) ؛ وقال تعالى فى سورة يوسف : (ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ)(٨) ؛ أى نادى مناد ؛ وقال تعالى فى «قصة إبراهيم فى» (٩) سورة الحجّ : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِ)(١٠) يعنى : ناد للنّاس بالحجّ.
* * *
__________________
(١) فى م : «سماع ونداء».
(٢) سورة الانشقاق الآية ١ ، ٢. «يعنى : وسمعت لربها وحق لها أن تسمع (الوجوه والنواظر لابن الجوزى. الورقة : ٦) ، و (غريب القرآن للسجستانى : ٣٥) ، وبنحوه فى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ٢٩١) و (تفسير الطبرى ٣٠ : ١١٣) و (تفسير القرطبى ١٩ : ١١٣) و (اللسان ـ مادة : أ. ذ. ن) و (البحر المحيط ٨ : ٤٤٤) و (الفخر الرازى ٨ : ٣٨٧) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٦١) و (تنوير المقباس ٣٨٤).
(٣) الإثبات عن م ، وتسمى سورة فصلت ، وسورة المصابيح (الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ١ : ٦٨).
(٤) الآية ٤٧. «أعلمناك» (غريب القرآن للسجستانى ٢٧) ، و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٩٠) و (تنوير المقباس : ٢٩٩) ، و (مختصر من تفسير الطبرى للتجيبى ٢ : ٢١٣) ، و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٩٠).
(٥) فى م : «أذان الندان».
(٦) الآية رقم ٤٤.
(٧) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٦) ، و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٦٨) و (تنوير المقباس ١٠٢) ، وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٦٤) «هو ملك يأمره الله فينادى بينهم نداء يسمع أهل الجنة وأهل النار».
(٨) الآية السبعون.
(٩) الإثبات عن م.
(١٠) الآية ٢٧.