(وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها) يعنى : فى ملّة الشّرك ؛ ثمّ استأنف فقال : (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّنا)(١) يعنى : فيدخلنا فيها ؛ وقوله تعالى فى سورة الدّخان : (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى)(٢) ؛ مثلها فى سورة والليل : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى * إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ)(٣) ؛ ونحوه (٤) فى سورة الغاشية (٥) ، وسورة والتين (٦) ، وسورة الجنّ (٧) ، وسورة سبأ (٨).
والوجه الثالث ؛ إلّا بمعنى : الخبر يخبر عن شىء ؛ قوله تعالى فى سورة الحجر : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا) ، فأخبر بقوله : (إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ) ، وأخبر عنه ـ أيضا ، فقال : (إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)(٩) ؛ وقوله تعالى : (إِنْ نَحْنُ) ، «ثمّ أخبر فقال» (١٠) : (إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ)(١١) ؛ وقال : (إِنْ أَنْتُمْ) ، ثم أخبر «فقال» (١٢) : (إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(١٣).
والوجه الرابع ؛ إلّا بمعنى : غير ؛ قوله تعالى «فى سورة الأنبياء» (١٤) : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا)(١٥) يعنى : غير الله (١٦). «وقوله تعالى» (١٧) : (إِلَّا اللهُ)(١٨) يعنى : غير الله.
* * *
__________________
(١) الآية ٨٩.
(٢) الآية ٥٦. فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٥٥) «إلّا فى هذا الموضع بمعنى : سوى ... وإنما استثنى الموتة الأولى وهى فى الدنيا ؛ لأن السعداء حين يموتون يصيرون بما شاء الله من لطفه وقدرته إلى أسباب من أسباب الجنة ، ويتفاضلون أيضا فى تلك الأسباب على قدر منازلهم عند الله ، ...».
(٣) الآيتان ١٩ ، ٢٠. انظر (تفسير القرطبى ٢٠ : ٨٩) و (تفسير الطبرى ٣٠ : ٢٢٧).
(٤) فى م : «ونحوه كثير».
(٥) الآية ٢٢ ، ٢٣.
(٦) الآية ٥ ، ٦.
(٧) الآيات ٢٢ ، ٢٣ ، ٢٦ ، ٢٧.
(٨) الآية ٢٣.
(٩) الآية ٢١. وانظر (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٨).
(١٠) الإثبات عن م.
(١١) سورة إبراهيم / ١١.
(١٢) الإثبات عن م.
(١٣) سورة يس / ٤٧.
(١٤) الإثبات عن م.
(١٥) الآية ٢٢.
(١٦) كما فى (تنوير المقباس ٢٠١) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٩) و (الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ١ : ١٨٧ ، ١٨٨) وحكى ذلك عن الكسائى وسيبويه. وقال الفراء : «إلّا» هنا فى موضع سوى. والمعنى : لو كان فيهما آلهة سوى الله لفسد أهلها (تفسير القرطبى ١١ : ٢٧٩).
(١٧) فى ل : «وكل» والإثبات عن م.
(١٨) سورة الصافات / ٣٥ ؛ وسورة ص / ٦٥ ؛ وسورة محمد / ١٩.