تفسير أنشأ على ثلاثة أوجه
الخلق* النّبات* القيام.
فوجه منها ؛ أنشأ يعنى : خلق ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (وَأَنْشَأْنا) : [خلقنا](مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ)(١) يعنى : خلقا آخرين. وقال تعالى فى سورة الواقعة : (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً)(٢) يعنى : خلقناهنّ خلقا بعد خلق الأول (٣) ؛ وقال تعالى : (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ)(٤) يعنى : خلقكم ؛ مثلها فى سورة المؤمنون : (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ)(٥) ؛ وقال تعالى فى سورة الأنعام : (كَما أَنْشَأَكُمْ)(٦) يعنى : كما خلقكم ؛ وقال تعالى : (وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ)(٧) يقول : «ونخلقكم» (٨).
والوجه الثّانى ؛ أنشأ يعنى : أنبت (٩) ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ)؟ (١٠) يعنى : ينبّت فى الزّينة (١١).
والوجه الثّالث ؛ أنشأ : أقام ؛ قوله تعالى فى سورة المزّمّل : (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ)(١٢) يعنى : قيام اللّيل (١٣).
* * *
__________________
(١) الآية ٦. وما بين الحاصرتين ـ فيما سبق ـ إضافة يقتضيها السياق.
(٢) الآية ٣٥.
(٣) فى (تفسير الطبرى ٢٧ : ١٨٥) «يقول تعالى ذكره : إنا خلقناهنّ خلقا فأوجدناهنّ» وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٧٣) «أى : ابتدأنا خلقهنّ ابتداء جديدا من غير ولادة».
(٤) سورة الملك / ٢٣.
(٥) الآية رقم ١٤. «أى خلقناه بنفخ الروح فيه خلقا آخر» (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٥٦). (وفى الكشاف للزمخشرى (٢ : ٦٢) «أى خلقا مباينا للخلق الأول ..»
(٦) الآية ١٣٣.
(٧) سورة الواقعة / ٦١.
(٨) فى ل : «خلقكم» وما أثبتّ عن م و (تنوير المقباس : ٣٤٠) وبنحوه فى (تفسير الطبرى ٢٧ : ١٩٧).
(٩) فى م : «تزينت».
(١٠) الآية ١٨.
(١١) فى م : «معناه : أفمن تزينت فى الزّينة». وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٦٤) «أى يربّى فى الحلىّ يعنى البنات» وكذا فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٩٧) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٠٣).
(١٢) الآية ٦.
(١٣) كما فى (تفسير القرطبى ١٩ : ٣٨) «قال ابن مسعود : الحبشة يقولون : نشأ ؛ أى قام وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٩٣) «ساعات الناشئة. من «نشأت .. إذا ابتدأت» ومثله فى (غريب القرآن للسجستانى : ٣١٩) وانظر (تفسير الطبرى ٢ : ٣٩٥).