والوجه الخامس ؛ الإضلال يعنى : الإبطال ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة محمد [٦٨ / ظ] ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ)(١) يعنى : أبطل أعمالهم ؛ مثلها : (فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ)(٢) : أى لن يبطل ؛ وقال تعالى فى سورة الكهف : (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)(٣) : أى بطل سعيهم.

والوجه السّادس ؛ الضّلال يعنى : الخطأ ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الفرقان : (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)(٤) يعنى : أخطأ ، مثلها فى سورة الأعراف (٥) ؛ وقال فى سورة الفرقان : (مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً)(٦) يعنى : أخطأ طريقا ؛ وقال تعالى فى سورة «ن والقلم» : (إِنَّا لَضَالُّونَ)(٧) : يعنى : أخطأنا الطريق إلى البستان ؛ وقال تعالى فى سورة النّساء : (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا)(٨) يعنى : أن تخطئوا فى قسمة المواريث.

والوجه السّابع ؛ الضّلال : النّسيان ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما)(٩) يعنى : أن تنسى إحداهما.

والوجه الثّامن ؛ الضّلال بعينه ؛ قوله سبحانه فى سورة الأنعام : (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً)(١٠) ، ومثله كثير (١١).

* * *

__________________

(١) الآية الأولى.

(٢) سورة محمد / ٩.

(٣) الآية / ١٠٤.

(٤) الآية / ٤٤.

(٥) الآية / ٣٨ ؛ وهو قوله تعالى : (قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا).

(٦) الآية / ٤٢.

(٧) الآية / ٢٢.

(٨) الآية / ١٧٦.

(٩) الآية / ٢٨٢.

(١٠) الآية / ١٢٥.

(١١) ل : «وأمثاله كثير» وفى م : «ونحوه كثير» وما أثبت عن ص. كما فى سورة البقرة / ١٠٨ ؛ وسورة النساء / ١١٦ ، ١٣٦ ، ١٦٧ ؛ وسورة المائدة / ١٢ ، ٧٧ ؛ وسورة الأنعام / ١٤٠ ؛ وسورة الأعراف / ١٤٩ ؛ وسورة يونس / ١٠٨ ؛ وسورة النحل / ١٢٥ ؛ وسورة الأحزاب / ٣٦ ؛ وسورة الزمر / ٤١ ؛ وسورة النجم / ٣٠ ؛ وسورة الممتحنة / ١ ؛ وسورة القلم / ١.