(يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ)(١) يعنى : اللّباس والجماع والطعام.
والوجه الرّابع ؛ الطّيّبات : الشّحوم واللّحوم ، ولحم (٢) كلّ ذى ظفر ـ تحريم ذلك فى سورة الأنعام (٣) ـ قوله تعالى فى سورة النّساء : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ)(٤) وقد كانت لهم حلالا فى التّوراة ؛ وقال تعالى فى سورة الأعراف : (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ)(٥) يعنى : الشّحوم واللّحوم وكلّ ذى ظفر.
والوجه الخامس ؛ من الطيبات : الذبائح ؛ قوله تعالى [فى سورة المائدة] : (٦)(يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ) يعنى : الذّبائح طيّبة لهم ، (وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ)(٧) ، نظيرها فيها : (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ)(٨) يعنى : الذّبائح.
والوجه السّادس ؛ الطّيّبات : الحلال من الغنيمة يوم بدر ، كقوله تعالى فى سورة الأنفال : (فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ)(٩) يعنى : [٧٢ / ظ] الحلال من الغنيمة (١٠) يوم بدر ، وكقوله تعالى فيها : (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً)(١١) يعنى : يوم بدر.
والوجه السّابع ؛ الطيّبات يعنى : الرّزق الطّيب بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ)(١٢) يعنى : جميع رزق بنى آدم : الخبز (١٣) والعسل والسّمن ، ونحوه من
__________________
(١) الآية / ٥١ من سورة المؤمنون.
(٢) سقط من ص ، ل وما أثبت عن م.
(٣) فى الآية / ١٤٦ ؛ وهو قوله تعالى : (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ).
(٤) الآية / ١٦٠.
(٥) الآية / ١٥٧.
(٦) ما بين الحاصرتين تكملة يقتضيها السياق.
(٧) الآية / ٤.
(٨) الآية / ٥.
(٩) الآية / ٢٦.
(١٠) ل : «من الغنائم» وما أثبت عن ص ، م.
(١١) سورة الأنفال / ٦٩.
(١٢) الآية / ٧٠ ؛ وتسمى سورة الإسراء.
(١٣) م : «جميع الرزق لبنى آدم الحب والعسل والسمن» وما أثبت عن ص ، ل. فى (تفسير القرطبى ١٠ : ٢٩٥) قال مقاتل : السمن والعسل والزبد والتمر والحلوى ، وجعل رزق غيرهم ما لا يخفى عليكم من التبن والعظام وغيرهما».