وكذلك يعرف" جون ديوي" التربية بأنها" وظيفة اجتماعية".
ورأت الدكتورة" فاطمة الجيوشي" أن تعريفات التربية العديدة تتفق على أنها : «العمل الإرادي الذي يحدثه الراشدون في الصغار لتحقيق هدف الفرد وهدف الجماعة التي ينتمي إليها في مناخ اجتماعي محدد (٥).
والتربية تشمل النمو الجسمي والعقلي وزيادة القدرات المادية والمعنوية والتدريب والتوجيه ، والإعداد للحياة ، ورعاية الناشئ وتعليمه وصقل مواهبه ، والأخذ بيده إلى ما فيه صلاحه ، وجعله يعمل على تحقيق أكبر نفع لنفسه ولغيره ، ويصل إلى المستوى اللائق به والمناسب له ، ويشعر بالسعادة في حياته.
والتربية أوسع معنى من التعليم الذي يكون بنقل المعلومات من المعلم إلى المتعلم ؛ لأن التعليم يقتصر على الجانب العقلي ، بينما تتعلق التربية بالجسم والعقل والنفس والروح ، وتهتم بنمو الكائن بكل جوانبه.
فكل ما يحتاج إليه الإنسان لينمو وتزداد قوته يدخل في مجال التربية وكل تمرين أو عمل يؤثر في بنيته أو في ميوله وعواطفه تشمله التربية ، وكل تعليم أو توجيه يؤثر على نفسية المرء ، ويغير من اتجاهه يعتبر من محتواها وكل إعداد وتدريب يقصد به الفرد ليعود عليه بالنفع تتضمنه التربية. وكل تنشئة وتنمية جسمية أو فكرية أو نفسية تدخل في معناها.
والمربي الحق على الإطلاق هو الله الخالق جل وعلا. فهو الذي خلق الكائنات جميعها ، وجعل بعضها ينمو ويتعلم بالحصول على الغذاء والتمرين المناسبين. وهو الذي منح الإنسان العقل ، وجعله قابلا للتعليم والتدريب والتوجيه. وعمل المربي تابع لخلق الله وإيجاده ، ونابع من شرع الله وكتابه. وإذا كانت التربية وفق الأسس التي شرعها الله كانت مواتية ، وآتت ثمارها على أحسن وجه.
والتربية عملية هادفة لها أغراضها وأهدافها وغايتها. وهي تقتضي خططا متدرجة ، تسير فيها الأعمال التربوية وفق ترتيب منظم صاعد ، ينتقل مع الناشئ ومن مرحلة إلى مرحلة (٦)