وهذا ما يجعل الإنسان يبذل جهده ويستعين بربه لتحقيق ما ينفعه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجر. وإذا أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل. فإن" لو" تفتح عمل الشيطان» (٣٤٠)
٢ ـ يقضي على الغرور والاختيال حين النجاح : فإذا أراد المؤمن تحقيق شيء ، ووفق فيه ، فإنه يعلم أن الفضل لله في تقدير ذلك ، وفي عونه عليه ؛ فيبقى متواضعا شاكرا لأنعم الله الذي قال :
(ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ. لِكَيْلا تَأْسَوْا (٣٤١) عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ). (٣٤٢)
٣ ـ يطهر القلب من الحسد : فحين تعلم أن الله فضل بعض الناس على بعض في الرزق ليبلوهم فيما آتاهم ، فإنك لا تحسد من هم أحسن حالا منك ، وإنما نرضى بما قسم لك ، وتحمد الله على فضله.
٤ ـ يؤدي إلى الإقدام والشجاعة : فالأعمار مقدرة ، والآجال محتومة ، وهذا يجعل المؤمن يجاهد بشجاعة لنصرة الحق وإزهاق الباطل ، لا يهاب الموت ، ولا يفر من لقاء العدو :
(قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً). (٣٤٣)
٥ ـ يجعل الإنسان قوي الإرادة ماضي العزيمة : فهو يعلم أن مصيره بيد الله وحده ، فيتوكل عليه ، ويسير بخطوات ثابتة إلى غايته ، (قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). (٣٤٤)
٦ ـ يجعل النفس راضية مطمئنة : وكيف لا ترضى وتطمئن وهي تعلم أن الله هو الذي يعطي ويمنع ، ويعز ويذل ، والخير بيده ، وهو على كل شيء قدير! وأي جوار يلجأ إليه الضعيف أمنع وأعز من اللجوء إلى الله القوي العزيز والتوكل عليه :
(قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ