١ ـ الصلاة
تعتبر الصلاة أعظم صلة للإنسان بربه. وهي لغة بمعنى الدعاء. وشرعا : أقوال وأفعال محددة بنية عبادة الله تعالى ، تبدأ بالتكبير وتختتم بالتسليم. ولقد شرعت الصلاة من أول الدعوة إلى الإسلام ، إذ أن الرسول صلىاللهعليهوسلم أمر بقيام الليل في أوائل السور التي أنزلت عليه ، وذلك في قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (٣٥٩) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (٣٦٠)
ولقد علم الصحابة الذين آمنوا برسول الله صلىاللهعليهوسلم أن الإيمان لا يكون بغير عبادة الله ، فكانوا يقومون الليل معه من قبل أن يؤمروا بذلك ، حتى نزلت الآية في الثناء عليهم والتخفيف عنهم :
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى (٣٦١) مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ (٣٦٢) يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ (٣٦٣) وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ). (٣٦٤)
ثم فرضت الصلوات الخمس ليلة الإسراء والمعراج لتكون معراجا للمؤمن بروحه كلما وقف بين يدي ربه. ومع أنها كسائر التكاليف الشرعية تفرض على المسلم من سن البلوغ ، فإن الطفل يؤمر بها من أول سن التمييز لقوله عليه الصلاة والسّلام :
«مروا أولادكم بالصلاة ، وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها ، وهم أبناء عشر سنين ، وفرقوا بينهم في المضاجع» (٣٦٥)
والمقصود من هذا الأمر في تلك السن المبكرة أن ينشأ المسلم معتادا لها ، وأن يبقى محافظا عليها طيلة عمره. إذ أن الصلاة لا تسقط عن المسلم بأي حال سواء أكان فقيرا أم غنيا ، مريضا أم معافى ، عاجزا أم قادرا.
قال النبي صلىاللهعليهوسلم :
«صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب» (٣٦٦).