٤ ـ حج البيت الحرام
الحج لغة : القصد إلى معظم
وشرعا : القصد إلى البيت الحرام بأعمال مخصوصة في أشهر الحج.
وقد تأخر فرض الحج إلى السنة التاسعة للهجرة حتى أمكن تطهير البيت من الأوثان ، وتطهير الحرم من المشركين. ففرض حين دخلت قبائل العرب في الإسلام ، وأصبحوا بحاجة إلى مؤتمر يجمعهم وقيل : فرض سنة ست ، لأنه نزل فيها قوله تعالى : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) (٤٠٣) والأول أرجح ، لأن الأمر باتمام الحج والعمرة بعد الشروع فيهما لا يقتضي وجوب الإبتداء. وقد نزل فرضه في صدر سورة آل عمران ، والذي نزل عام الوفود ، حين قدم وفد نجران على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وصالحهم على الجزية ، والجزية نزلت عام تبوك سنة تسع (٤٠٤).
ولما كانت هذه العبادة تحتاج إلى سفر طويل ونفقات كثيرة ، فإنها لم تفرض على غير المستطيع. قال الله تعالى :
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) (٤٠٥)
ويجب الحج على المكلف مرة واحدة في العمر فمن زاد على ذلك فهو تطوع يؤجر عليه. فعن ابن عباس رضي الله عنهما ـ أن الأقرع بن حابس ـ رضي الله عنه ـ قال : يا رسول الله الحج في كل سنة أو مرة واحدة؟
قال : «بل مرة واحدة ، فمن زاد فهو تطوع» (٤٠٦)
وللحج أهم الآثار التربوية في النواحي الروحية والخلقية والاجتماعية :
١) فهو كفارة للذنوب. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«من حج فلم يرفث (٤٠٧) ولم يفسق (٤٠٨) رجع كيوم ولدته أمه (٤٠٩)».
وحين يضع المسلم ذنوبه عن كاهله فإنه يستأنف حياة نظيفة «لا يدنسها بشيء من الخطايا ، فتسمو نفسه درجات في سلم الكمال.
٢) ويؤدي الحج إلى ترسيخ الإيمان ، وذلك بالطواف بأول بيت وضع لعبادة الله في الأرض. قال تعالى :