ويزول الغضب بالوسائل التالية :
١ ـ الاستعاذة : قال الله تعالى :
(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ (٤٧٨) فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٤٧٩)
وذلك لأن الغضب من الشيطان ، وهو يريد أن يوقع العداوة والبغضاء بين المؤمنين. فالالتجاء إلى الله والاستعانة به يذهبان وسوسته.
٢ ـ الوضوء أو الغسل : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحد فليتوضأ (٤٨٠)»
وكذلك فإن الماء يؤدي إلى تبريد الدم وهدوء الأعصاب.
٣ ـ السكوت : حتى لا يتكلم أثناء انفعاله بالقبيح من الكلام ، ولا تصدر عنه كلمة تسيء إلى غيره ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا غضبت فاسكت». (٤٨١)
٤ ـ الجلوس والاضطجاع : لأن القائم مهيأ للبطش ، والجالس بعيد عن خصمه ، والمضطج أكثر بعدا عنه. وذلك يؤدي إلى هدوء الأعصاب ومنع الانفعال الشديد. قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه غضبه وإلا فليضطجع» (٤٨٢).
٥ ـ تعويد النفس على الحلم : قال أبو الدرداء رضي الله عنه :
«إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم. ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتوق الشر يوقه (٤٨٣).
والغضب مذموم حين يقع عدوان على النفس والمال ، أما إذا وقع عدوان على الدين والعرض ، فيصبح الغضب محمودا. فلا يجوز الطعن في الدين ولا انتهاك الأعراض. ومن لم يغضب في هاتين الحالتين فهو فاقد للشرف والمروءة.
عن الحسن بن علي عن خاله هند بن أبي هالة قال :
كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها. فإذا تعدي الحق لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له. لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها (٤٨٤)
وهكذا اهتم منهج الإسلام بتربية الانفعالات والعواطف ، كما اهتم بتربية الأبدان والأرواح.