٥ ـ الصبر
لا بد من أن يتصف الإنسان بالصبر ليتغلب على الصعاب ويجتاز العقبات التي يلاقيها في طريقه ، ويصل إلى غايته. وبدون الصبر لا تحقق التربية أهدافها ؛ إذ لا بد من صبر المربي على ما يجده في طلابه من العنت والعوج ، ولا بد من صبر الطالب ليدرك مغزى التربية ويتأثر بها ، وليفهم دروسه ويعمل بها.
ويكون الصبر في إمساك النفس عن الانزلاق إلى حمأة الشهوات المحرمة ، والوقوف بها في دائرة الطيبات المباحة ، ومنعها من تعدي الحدود التي نهى الله عنها. كما يكون في ترويض النفس على القيام بالواجبات والتكاليف الموكلة إليها ، وفي تحمل الأعباء وبذل الجهود اللازمة للقيام بها. وبذلك يشمل الصبر القيام بالصلاة وغيرها من العبادات. قال سبحانه وتعالى :
(وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً (٤٨٥) مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ. وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (٤٨٦)
وقال جل شأنه : (فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ). (٤٨٧)
ويشمل معاشرة الأهل بالمعروف ، وتعويدهم على القيام بالفروض.
قال تعالى : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى). (٤٨٨)
وأحوج الناس إلى الصبر هم المصلحون والدعاة إلى الخير والمجاهدون في سبيل الله. قال تعالى في وصية لقمان لابنه :
(يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ). (٤٨٩)
والله ـ سبحانه وتعالى ـ يمتحن الناس بالأعداء والمصائب والأمراض ونقص الرزق ليثيب الصابرين ويزيد في حسناتهم :
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ (٤٩٠) حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا (٤٩١) أَخْبارَكُمْ (٤٩٢)
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ