٦ ـ مجانية التعليم :
لا تتحقق الغاية من الزامية التعليم إذا حالت تكاليفه دون حصول كل شخص عليه ، وكان عجز الفقراء عن تلك التكاليف عائقا لهم عن طلب العلم. ولذا جعل الإسلام التعليم مجانيا ، ووفر العلم لطلابه بدون مقابل. ودليل ذلك أن الرسل ـ وهم أعظم المربين ـ كانوا يعلمون أقوامهم ما فيه صلاح دينهم ودنياهم بدون أن يأخذوا أجرا منهم وقال الله تعالى على لسان نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهمالسلام :
(وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) (٧٨)
وقال على لسان هود عليهالسلام :
(يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ). (٧٩)
وقال على لسان محمد عليه الصلاة والسّلام :
(قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ). (٨٠)
(قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً). (٨١)
وحذر الله سبحانه من الامتناع عن تعليم ما أنزله من الكتب بدون مقابل ، ومن جعل كتابه وسيلة للحصول على الكسب الرخيص فقال :
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ. أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ).
(سورة البقرة : ١٧٤ ـ ١٧٥)
ووفر الرسول صلىاللهعليهوسلم التعليم لأصحابه بدون مقابل وذلك حين جعل فداء الرجل من أسرى بدر ـ إذا كان متعلما القراءة والكتابة ـ أن يعلم عشرة من أبناء الأنصار ، بدون أن يطالب أولياءهم بشيء.
وهذا ما جعل العلماء يحرصون على نشر العلم ، لا يبتغون بذلك أجرا إلا من