قال عبد الله : فوقع في نفسي إنها النخلة. ثم قالوا : حدثنا ما هي يا رسول الله قال : هي النخلة» (١٠٨)
ووجه شبه النخلة بالمسلم أن بركتها موجودة في جميع أجزائها ، ومستمرة في جميع أحوالها. فمن حين تطلع إلى أن تيبس ، تؤكل أنواعا. ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها ، حتى النوى في علف الدواب. ويصنع منها الليف والحبال وكذا بركة المسلم عامة في جميع الأحوال ، ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته (١٠٩).
وعن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«يا أبن المنذر! أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟
قال : قلت : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ...).
قال : فضرب في صدري وقال : ليهنك العلم أبا المنذر» (١١٠)
وعن معاذ بن جبل قال : كنت ردف (١١١) النبي صلىاللهعليهوسلم فقال :
«هل تدري يا معاذ ما حق الله على الناس؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم.
قال : حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا.
أتدري يا معاذ ما حق الناس على الله إذا فعلوا ذلك؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم.
قال : حق الناس على الله أن لا يعذبهم.
قال : قلت : يا رسول الله! ألا أبشر الناس؟ قال : دعهم يعملون (١١٢)».
وقد نص كبار المربين على فائدة مذاكرة العلم. قال الشيخان العلموي المتوفى بدمشق سنة ٩٨١ ه. وبدر الدين محمد بن ابراهيم بن سعد الله بن جماعة المتوفى سنة ٧٣٣ ه.
«ينبغي على المعلم أن يطالب تلاميذه بإعادة محفوظاتهم ، فمن وجده حافظا مراعيا لمحفوظاته ومهماته وقواعده أثنى عليه وأشاع ذلك ، ومن وجده مقصرا عنفه وأعاده له ليحفظه حفظا راسخا ... وينبغي أن يطرح على أصحابه ما يراه من مستفاد المسائل ، ويختبر بذلك أفهامهم .. وإذا فرغ من شرح درس فلا بأس بطرح مسائل تتعلق به على الطلبة ، وإعادة ذكر ما أشكل منه ليمتحن بذلك فهمهم وضبطهم لما شرحه لهم. فمن ظهر استحكام فهمه شكره ، ومن لم يفهم تلطف في إعادته. وينبغي للشيخ أن يأمر الطلبة بالمرافعة في الدروس ، وإعادة ما وقع من التقرير بعد فراغه ليثبت في أذهانهم» (١١٣).