الأجسام المضادة لكثير من الأمراض المعدية ، وهي تمنح الرضيع الحصانة والمناعة ضد البكتريا. ولبن الأم بجنب الطفل كثيرا من أمراض الحساسية.
أما لبن الأبقار وغيرها من الثديات فلا يناسب لتغذية الرضيع ، ولا يحتوي على المواد التي يحتاج إليها ، ولا يستطيع جهازه الهضمي أن يهضمه ؛ فيخلف كميات كبيرة من المواد البروتينية الغريبة والقاسية ، ويسبب حمى الإسهال ، ويجهد الكلى حتى تتمكن من طرح المواد والأملاح الزائدة عن حاجة الجسم (٤).
أضف إلى ذلك أن الطفل يشعر بالعطف والحنان حين تضعه أمه في حجرها ، وتلقمه ثديها ، مما يكون له أثر كبير في نموه وانفعالاته.
ولهذا أوصى الله الوالدات برضاع أولادهن فقال سبحانه :
(وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ). (٥)
والحد الأدنى للرضاعة من ثدي الأم هو ستة أشهر ، وذلك لحماية الطفل من الالتهابات ومن الحساسية. وهذه الحماية ضرورية بصفة خاصة في الأشهر الأولى من الولادة ، حين يكون الطفل سريع التأثر ، ويكون لبن الأم هو الغذاء الوحيد المناسب له (٦).
وإذا وجد ما يمنع الأم من إرضاع ولدها ، فلا حرج في التماس مرضع له ، على أن تكون ذات صحة جيدة ، وعقل كبير وخلق حسن ، فهذا أفضل من تقديم لبن الحيوانات للرضيع ، سواء أكان اللبن طازجا أم مجففا. قال الله تعالى :
(وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ). (٧)
ويجب أن يسمى المولود باسم حسن : عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم» (٨)
وأحسن الأسماء أسماء الأنبياء تفاؤلا بالاقتداء بهم وتبركا بذكر أسمائهم ، وأحب الأسماء إلى الله ما اشتمل على كلمة عبد مضافة إلى اسم من أسمائه الحسنى. وأصدق الأسماء حارث وهمام ، لأن حارثا يدل على الكسب والسعي ، وهماما يدل على الهم والطلب ، وكل إنسان لا يخلو من ذلك ، وأقبح الأسماء حرب ومرة ، لما فيهما من البشاعة والعنف والمرارة.
عن أبي وهب الجشعي رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«تسموا بأسماء الأنبياء. وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ، وأصدقها حارث وهمام. وأقبحها حرب ومرة (٩)»