الفصل السابع
المؤسسات التربوية (*)
يتلقى الإنسان التربية في أماكن مختلفة ، يقوم بالعملية التربوية فيها منظمات عديدة ، أهمها : الأسرة والمسجد والمدرسة والمكتبة والمجتمع. وهذه نبذة عن كل منها.
١ ـ الأسرة
الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى في حياة الإنسان ، فأول ما يفتح عينيه يجد نفسه في حضن أمه وأبيه بين إخوته وأخواته.
وفيها يحصل على الطعام الذي يؤدي إلى نمو جسمه ، ويتعلم اللغة التي تمكنه من التعلم بخطوات سريعة ، ويتلقى أصول العقيدة والأخلاق ، ويقوم بالعبادات المفروضة ، ويتحلى بالآداب الرفيعة ، ويكتسب العادات الحسنة ، وتنشأ بينه وبين أفراد أسرته علاقات تجعله سعيدا أو كئيبا. ومنفتحا علي الناس أو منزويا على نفسه وتحدد معالم شخصيته ، وترسم ملامح صورته.
وقد بين الرسول صلىاللهعليهوسلم الدور الخطير الذي تقوم به الأسرة ، وتأثيرها العظيم على عقيدة الطفل ونظرته إلى الحياة بقوله :
كل مولود يولد على الفطرة ، وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» (١)
فالطفل يولد سويا ، لديه القابلية ليكون مسلما موحدا لله ، لكن أبويه يجعلانه يهوديا إذا كانا يهوديين ، أو نصرانيا إذا كانا نصرانيين ، أو مجوسيا إذا كانا مجوسيين يعبدان النار. وهما يتحملان عاقبة فعلهما ، فيثابان إذا جعلا ألادهما مؤمنين صالحين ، ويعذبان إذا حالا بينهم وبين الإيمان ، وجعلاهم كافرين فاسقين.
ولا إثم عليهما إن فعلا غاية وسعهما لتنشئة الأولاد على الإيمان والعبادة والخلق الحميد ، وصار الولد طاغيا فاجرا.
__________________
(*) نشر هذا الفصل في مجلة الثقافة الإسلامية عدد ٤٠ تاريخ جمادى الأولى ١٤١٢ ه ـ تشرين الثاني ١٩٩١ ص ١٦٠ ـ ١٧٣.