ويتعلم احترام الآخرين والمحافظة على حقوقهم وممتلكاتهم. وللمسجد آثار تربوية اجتماعية ، تنشأ من التقاء المسلمين بعضهم ببعض ، وقيامهم إلى الصلاة ووقوفهم في صفوف منتظمة. وقد أشرت إليها فيما سبق.
ولتحقيق هذه الآثار كانت صلاة الجماعة واجبة ، وهمّ الرسول صلىاللهعليهوسلم بعقاب من يتخلف عنها :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ، ثم آمر رجلا فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجال (١٤) فأحرق عليهم بيوتهم. والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا (١٥) أو مرماتين حسنتين (١٦) لشهد العشاء (١٧)».
ومشي المسلم إلى المسجد يعتبر عبادة يثاب عليها :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«من تطهر في بيته ، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ، ليقضي فريضة من فرائض الله ، كانت خطوتاه إحداهما تحطّ خطيئة ، والأخرى ترفع درجة» (١٨).
وبشر الرسول صلىاللهعليهوسلم محب المسجد ، الذي يذهب إليه كل صلاة بالأمن والظل يوم القيامة :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :
الإمام العادل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق فأخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (١٩)»
وقد أثنى الله ـ عزوجل ـ على الذين يبنون المساجد ، ويعمرونها بالصلاة والذكر والعلم ، فقال :
(إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (٢٠)
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ (٢١) وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (٢٢) رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ