٤ ـ التربية الجمالية
لقد أضفى الله على كثير من مخلوقاته جمالا وزينة يحس به كل ذي حس مرهف وشعور دقيق. فالسماء يزينها القمر والنجوم :
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ). (٩٥)
(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ). (٩٦)
(وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). (٩٧)
والإنسان مركب على أحسن صورة وأجمل هيئة :
(يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ (٩٨) فَعَدَلَكَ (٩٩) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ). (١٠٠)
(وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ). (١٠١)
والحيوانات التي سخرها الله للناس ، وأصبحوا يربونها لينتفعوا من لحومها وألبانها ، أو ليجعلوها مطية للسفر ونقل الأمتعة ؛ يشعرون حين ينظرون إليها بالمتعة والبهجة لما يلمسون فيها من الجمال والزينة* والأرض تزينها الأنهار والأشجار والورود والأزهار حتى إن هذه الزينة كثيرا ما تغري الناس بالاستمتاع بها ، وتنسيهم الغاية التي خلقوا لأجلها ؛ فيحتاجون إلى ما ينبههم لذلك بأمر يقضي عليها. قال تعالى :
(إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها (١٠٢) وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا (١٠٣) لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ (١٠٤) بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). (١٠٥)
والحسن والجمال يتصف به كل شيء خلقه الله :
(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ). (١٠٦)
ولقد فطر الناس على حب الزينة والاستمتاع بالجمال ، حتى إنهم ليركنون إلى الدنيا التي يجب أن يجعلوها طريقا للدار الآخرة.
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ