توجيه الانفعالات نحو المثيرات الاجتماعية المناسبة ، وتخليصه من أسباب الإثارة الطفولية ، إذا كانت لا تناسب الانفعال الناضج ، ولا تتفق مع متطلبات التكيف الاجتماعي. فمثيرات الفرح أو الغضب أو الخوف عند الطفل والمراهق لا تكون جميعها مقبولة عند الراشدين. ولذا ينبغي جعلها ناضجة معتدلة.
أما العاطفة فهي حالة انفعالية تتميز بشعور معين نحو موضوع ما ، وتتصف بالاستمرار والثبات ، كما تتميز بنزعة للقيام ببعض الاستجابات والتصرفات ، وبقابلية لإثارة الهيجان بما يتضمنه من حدة الشعور والسلوك ومن أمثلتها : الحب والكره والحقد والاحترام والإعجاب والاحتقار.
قد تكون العاطفة هادئة معتدلة ، وقد تكون قوية جياشة تسيطر على بقية العواطف ، وتأسر الشخص في شعوره وسلوكه ، وتجعله منجرفا في تيارها ، عاجزا عن مقاومة قوتها الدافعة ، مسخرا لما تمليه عليه. وهذا المستوى من العاطفة يسمى هوى. ومن أمثلته هوى شرب الخمر الذي يجعل صاحبه مدمنا عليه ، وهوى الرياضة الذي يجعله مندفعا نحوها ، يقضي وقته في ألعابها ، وينشغل تفكيره وشعوره بها ، وهوى فتاة يراها أجمل النساء ، ويجعله مندفعا في حبها ، منشغلا به ، ضعيف المحاكمة والموضوعية والمقارنة إزاءه. مستعدا للتضحية واقتحام الأخطار في سبيله.
وتنمو الحياة العاطفية كغيرها من جوانب الحياة النفسية ، فتزداد غنى واكتمالا حتى تصل بعد البلوغ إلى نضج نسبي يتميز بالاستقرار والارتقاء إلى الموضوعات الأسمى. ويؤثر الوسط الإجتماعي في نشأة العواطف نحو بعض الأشخاص كالأم والأب والمعلم والزميل والزعيم ، أو نحو بعض الأشياء والأعمال والقيم ، ولمبادئ المجتمع وقيمه وتطلعاته دور كبير في توجيه دوافع الأفراد وتركيزها حول بعض المواضيع دون بعضها الآخر.
وللعوامل الشخصية تأثيرها في التوجيه العاطفي للفرد ، فالشخصيات الانفعالية تتجه عواطفهم نحو الأشخاص ، وأصحاب الاستعدادات الحركية تتكون لديهم ميول نحو الرياضة أو الأعمال التي تحتاج إلى نشاط جسدي غالبا ، والقابليات العقلية تسهم في تكوين الميول نحو الموضوعات التي تتطلب التعمق الفكري.
وقد يميل الفرد إلى موضوع دون أن يتوفر لديه الاستعداد أو القدرة فيه وللخبرات السابقة دورها في تكوين العواطف ، لا سيما خبرات الطفولة ، سواء أكانت سارة أو مزعجة.