أو لأدى إلى تقسيم الكون بين الآلهة ، واختصاص كل إله بقسم ، وتنظيمه بشكل مختلف عن غيره :
(مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (٦٦)
ولكن دراسة الكون والتأمل في تركيبه ونظامه يدل على وحدانية خالقه. فمن حيث البنية تنقسم الكائنات إلى أشياء ميتة وأجسام حية. والأجسام الحية تشمل الإنسان والحيوان والنبات ؛ والناس جميعا متشابهون في أجسامهم ، ومتماثلون في تكوينهم مما يدل على أن خالقهم واحد. والحيوانات كذلك تتشابه في أعضائها وأجهزتها الأساسية : الرأس والجذع والإطراف وجهاز القلب والدوران وجهاز الهضم والجملة العصبية وغير ذلك. والتشابه الأكبر يكون في تركيب خلاياها ، إذ أن كل الأجسام الحية تنقسم إلى خلايا صغيرة ، وهذه الخلايا تتشابه في بنيتها وصفاتها ، وكذلك النباتات تتشابه في بنيتها العامة وفي تركيب خلاياها. وبمقارنة الخلية الحيوانية مع الخلية النباتية من حيث احتواؤها على غلاف ونواة تسبح ضمن سائل يسمى بالهيولى ، واشتمالها على مورثات وعناصر معينة يتبين لنا وحدة البنية والتركيب الدالة على وحدانية الخالق.
وإذا حللنا الأجسام الحية تحليلا كيميائيا فلا نجد فيها غير العناصر الموجودة في التربة. وكذلك لا يوجد في النجوم والكواكب والشمس والقمر ـ كما اكتشف العلماء ـ سوى العناصر الموجودة على الأرض وهذا يدل على أن خالق الكون بجميع أجزائه واحد لا شريك له.
وبعد أن توصل الإنسان إلى تفجير الذرة ، ووقف على الكثير من أسرارها ، تبين أن العناصر تتشابه جميعها في بنيتها ، لأن ذرات كل العناصر تتألف من نواة والكترونات تدور حولها.
والنواة تتألف من بروتونات ونوترونات تختلف في عددها من عنصر إلى آخر ، وتتفق في بنيتها بين كل العناصر. ففى ذرة الحديد مثلا / ٢٦ / الكترونا ، وفي نواته مثل هذا العدد من البروتونات وفي ذرة الأكسجين / ٨ / الكترونات وفي نواته مثل ذلك من البروتونات بدون أن تختلف الكترونات وبروتونات ونوترونات الحديد عن الأكسجين أو غيره من العناصر سوى في العدد. كما تبين أن الطاقة التي تنبعث من الذرات حين انشطارها أو التحامها بعضها