الجن
والجن أيضا مخلوقات خفية لا ترى على حقيقتها. ولكنهم يأكلون ويشربون ، وهم يتزوجون ويتناسلون ولقد خلقهم الله قبل آدم من نار :
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (١٣٣) وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ). (١٣٤)
(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ. وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ). (١٣٥)
وقال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «خلقت الملائكة من نور ، وخلقت الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم (١٣٦)»
ونار السموم هي أحسن النار وأقواها ، وهي نار لا دخان لها تنفذ من المسام. ومارج من نار : أي ألسنة النار ولهبها الخالص من الدخان.
والجن كالإنس مكلفون بعبادة الله ، وفيهم المؤمن الصالح والكافر الفاجر ، بدليل قوله تعالى على لسان الجن :
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ ، كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً). (١٣٧)
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ (١٣٨) فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً. وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً). (١٣٩)
والكفرة الفجرة منهم هم الشياطين الذين حذرنا الله من غوايتهم وعلى رأسهم إبليس ـ عليه اللعنة ـ الذي بدأت عداوته لآدم منذ امتناعه عن السجود له ، وطرده من رحمة الله بسببه :
(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً). (١٤٠)
والإيمان بالملائكة والتصديق بوجود الجن يوسع من مدارك الإنسان ومن الآفاق التي يفكر فيها. فيعلم أنه ليس المخلوق الوحيد الذي يقوم بعبادة الله في هذا الكون ويعلم أن الوجود لا يقتصر على الأشياء التي يراها ويحس بوجودها ، فهناك عالم الغيب وعالم الشهادة. وقد أثنى الله على الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة