بسم الله الرّحمن الرّحيم
والاستيقان من العليم الحكيم
سبحانك اللهمّ أتحرّى سمت مجدك وأروم سبل هداك ولا أرى إلّا نور وجهك ولا أبتغى إلّا مستقرّ رضاك. نوّر صوامع روعى بذكراك وطهّر شراشر سرّى عمّن سواك ، واخلفنى من أسر شرك الهيولى بجذباتك وارقبنى من درك كيد الطّبيعة بلحظاتك ، وأرنى حريم بابك ، وأرشدنى إلى مرصاد جنابك بأعظم الهداة إلى حماك والدّعاة إلى علاك. سيّدنا ونبيّنا وهادينا محمّد وعترته الأنجبين ، أمناء سرّك وسفراء وحيك وأدلّاء صراطك.
السّقاية الخامسة
من كتاب الإيماضات والتشريفات ، الملقّب بالصّحيفة الملكوتيّة
فيها التّدريج إلى الأخذ في الصّقع الرّبوبىّ وسوق النّظر إلى القول الأحرى بالجناب الوجوبىّ.
إيماض
(١ ـ متقرر الحقيقة وغير متقرر الحقيقة)
ما في عالم التّقرّر إن كان متقرّر الحقيقة بنفس ذاته ، ويتبع ذلك ان هو بذاته مبدأ انتزاع الوجود عنه ومصداق حمل الموجود عليه بالضّرورة ، على أنّ مطابق مفهوم المحمول ليس إلّا نفس حيثيّة الموضوع ، فهو القيّوم الواجب بالذّات ، جلّ ذكره ، وإن كان غير متقرّر الذّات بذاته ، بل مجهول الماهيّة عن غيره ، فلا محالة ليس هو فى غير ذاته مبدأ انتزاع الوجود ومصداق حمل الموجود ومطابقة ، بل إنّما من تلقاء إفاضة الجاعل جوهر ماهيّته ونفس ذاته جعلا بسيطا ومن جهة الاستناد إليه ، فهو الجائز الفاقر المفتاق ماهيّة ووجودا. والماهيّة الجائزة جنبتان : حقيقة منعوتيّة وطبيعة ناعتيّة.
فعنوان الأولى : أنّ ذاتها ووجودها لنفسها ، أى لا فى غيرها ، وإلّا فالذّات المجعولة إن هى إلّا فالذّات المجعولة إن هى إلّا لجناب الجاعل ، أعنى ماهيّة ففيها ومنها اذا تقرّرت فى الأعيان كانت لا فى موضوع وإن كانت بحسب شخصيّتها وبوجودها الشّخصيّ فى محلّ ، فهذا مفهوم جنس مقولة الجوهر وتحتها الجوهر