مصنّفات ميرداماد
(٢)
التقديسات
(تقريظ صدر الدّين محمّد بن إبراهيم الشّيرازيّ)
هو الحكيم العليم
هذه رسالة شريفة إلهيّة ، ومقالة جليلة ربانيّة ، مسمّاة ب «عرش التقديس» ، فارق بين الحقّ والتّدليس ، طلعت عن مطلع العرفان والتّحقيق ، ولمعت عن منبع الإيقان والتّدقيق. لعمري لو لا أنّ الجاهل عنود والإنصاف في الخلق مفقود ، لحريّ بها أن تكتب نقوشها في صفحات الأبصار ظاهرا ، وتثبت معانيها في ألواح البصائر باطنا. ولكنّ الجاحدين الغافلين المغترّين بلا مع السّراب لمحرومون من رحيق هذا الشراب ، فإنّهم لا يبصرون ولا يسمعون ، لأنّهم عن السّمع لمعزولون ، وعن آيات ربّهم لمحجوبون ، (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ) (الرّوم ، ٧).
ولو كان يتيسّر لكلّ عاجز السّياحة في فضاء عالم الملكوت والسّير ، لما كان سليمان ، صلوات الله على نبيّنا وعليه ، مختصّا بفهم منطق الطير ، فهؤلاء هم محقّون معذورون في أمرهم هذا ، لو لم يسمّوا جبنهم حزما وفتورهم نفورا. ونعم ما قيل :
يرى الجبناء أنّ الجبن حزم |
|
وتلك خديعة الطّبع اللّئيم |
ولكنّ الكلّ ميسّر لما خلق له. وكتب هذه الأحرف خادم القوى العالية الرّوحانيّة ، محمّد بن إبراهيم ، الشهير بالصّدر الشّيرازيّ ، أحسن الله أحواله ، حامدا لله ، مصلّيا على نبيّه وخلفائه ، مستغفر لذنبه وخطاياه. [پس از آن در حاشيه به خطّ ديگرى چنين نوشته شده