مع اتفاقها في طباع الجواز ، فما ظنّك بالمختلفة بالجواز والوجوب ، أفكيف يلحم الجائز الباطل بالواجب الحقّ ، ويعقل أن يلتئم ويتأحّد الحقّ المحض من ازدواج الحقّ والباطل ، وهل الحقّ المحض إلّا من وراء الباطل؟ فإذن هو القيّوم الواجب بالذّات ، والباطل الجائز خارج عنه وفاقر إليه.
تقديس
(١١ ـ البسيط في العقول والبسيط في الوجود)
إنّ هذا الاسلوب وإن عمّ الأجزاء بقبائلها ، إلّا أنّه ليس يعوزنا نفى الأجزاء المعنويّة الوجوديّة ، غبّ أن نفينا الأجزاء المحمولة العقليّة ، أليس كلّ ما يتقدّس عن الأجزاء بحسب تحليل العقل ، فانه يتقدّس ، لا محالة ، عن الأجزاء بحسب الوجود وإن لم يلزم العكس مستغرقا. فكلّ بسيط في العقل فهو بسيط في الوجود ، نعم ربّما يكون الشّيء بسيطا في الوجود ، وهو من المركّبات العقليّة.
تقديس
(١٢ ـ الأجزاء الوجوديّة للماديات)
إنّما يصحّ المادّة والصّورة ، أعني الأجزاء الوجوديّة ، لقطّان عالم الظّلمات من المادّيّات الغاسقة ، دون ما ليس في كورة المادّة من المفارقات النّوريّة ، بتّة. فما ظنّك بربّ الأنوار العقليّة ومبدعها.
تقديس
(١٣ ـ المتقرّر بنفس ذاته لا يكون ملتئم الذّات من طبائع ومن أجزاء متباينة)
وهناك تبيان آخر مستوعب ، أليس المتقرّر بنفسه الموجود بذاته ليس يعقل أن يكون مسبوق الماهيّة والوجود بشيء ، فلا يسوغ أن يتقدّمه شيء ما تقدّما بالماهيّة أو تقدّما بالطبع ، بالضّرورة الفطريّة. وكيف يستحيل العقل أن يكون ما ليس متقررا موجودا في حيّز نفسه قبل المتقرّر الموجود بنفس ذاته ، أو يكون أحد مفروضى التقرّر والوجود بنفس ذاته قبل الآخر بالوجود أو بالتقرّر.
فإذن [٦٤ ظ] بطل أن يكون المتقرّر الموجود بنفس ذاته ملتئم الذّات من طبائع