إنّ حيثيّة الماهيّة هناك هي بعينها حيثيّة الإنيّة.
تقديس
(١٩ ـ الماهيّة مطابق الوجود العينىّ)
ومن سبيل آخر ، أما دريت أنّ مطابق الوجود في ظرف ما هو نفس حيثيّة الذّات المتقرّرة في ذلك الظرف. فإذا كانت الماهيّة بنفسها متقرّرة في الأعيان ، لا بحيثيّة ما وراء نفسها مطلقا ، كانت ، لا محالة ، هي بنفسها مطابق الوجود العينىّ ، فلم تكن نسبة الوجود إليها نسبة العوارض واللواحق. أيسوغ أن تكون حيثيّة الماهيّة بما هي هي مطابق شيء ما من العوارض واللواحق ، وقد كان بزغ لك أنّه ليس يصحّ هناك ذاتيّ للماهيّة داخل فيها. فإذن الوجود هناك هو بعينه نفس الماهيّة ، ومفاده هو تحقّق نفسه ، لا تحقّق شيء. وأيضا إنّ وجوب التّقرّر والوجود بالذّات ، هو تصحّح الحقيقة وتأكّدها ، وهو ينبوع كلّ حقيقة ومبدأ كلّ وجود ، فكيف لا يكون هو بنفسه حقيقة غير لاحقة بماهيّته ، ولا متعلقة بحقيقة أخرى.
تقديس
(٢٠ ـ ما سوى الأحد الحقّ روح تركيبىّ)
وإلى سبيل البيان طريق آخر مستفيض ، هو أنّ وجود الشّيء لا يكون من لوازمه المقتضاة لماهيّته ، وإلّا كانت الماهيّة مخلوطة به في مرتبة الاقتضاء المتقدّمة عليه ، إذ الوجود المصدريّ أوّل العوارض المنتزعة من الماهيّة المتقرّرة ، وإن كانت علّة اللوازم بالذّات هي نفس الماهيّة ، ولا حظّ للوجود المنتزع العارض من العليّة إلّا بالعرض. فإذن ، الموجود بالذّات إنّما الوجود نفس حقيقته ، لا من لوازم ماهيّته. فإذن ليس يصحّ تحليله إلى ماهيّة [٦٧ ظ] ووجود ، كما كان ليس يصحّ إلى جزء وجزء. فهو الأحد الحقّ ، وما سواه زوج تركيبىّ. وستزداد فى ذلك استبصارا. إن شاء الله.
تقديس
(٢١ ـ إضافة الوجود إلى القيّوم بيانيّة)
لعلّ إضافة الوجود إلى القيّوم الواجب بالذّات إذا قيل : «وجود القيّوم الواجب