بالذّات» إضافة بيانيّة على الاصطلاح الّذي لعلماء علوم اللسان ، وذلك معنى قولنا : ماهيّته هي بعينها إنيّته ، على اصطلاح علماء الحقائق.
تقديس
(٢٢ ـ المفهوم من : ماهيّة الأوّل تعالى إنيّته)
نحن ، معاشر الحكماء المتألهين ، إنّما نعنى بقولنا : «ماهيّة الأوّل ، تعالى ، هي بعينها إنيّته» أنّ نسبة مفهوم الوجود المطلق الانتزاعيّ الفطريّ ومفهوم الموجود المشتقّ منه ، وكذلك مفهوم وجوب التّقرّر والوجود بالذّات ، ومفهوم واجب التّقرّر والوجود بالذّات المأخوذ منه إلى نفس ذاته الحقّة ، عزّ مجده ، كنسبة مفهومي الإنسانيّة والإنسان إلى نفس ذات الإنسان ، لا كنسبة مفهومي الزّوجيّة والزّوج ، ومفهومي ذى الزّوايائيّة وذى الزّوايا إلى ماهيّة الأربعة وماهيّة المثلّث.
ولسنا نعنى أنّ هذه الحمولات العقليّة والطبائع المعقولة المنتزعة الّتي ليست هي وراء المعانى المصدريّة الانتزاعيّة هي عين ذاته المتقرّرة الحقيقيّة. وحقيقته الحقّة المتأكدة ذات الذّوات وحقيقة الحقائق وينبوع الماهيّات والإنيّات. وكيف يسوّغ ذلك من له طباع الغريزة الإنسانيّة؟ فكيف من يضمن نضج العلم ويتولّى طبخ الفلسفة ويحمل عرش تسوية الحكمة؟
تقديس
(٢٣ ـ الأوّل الحقّ مصداق حمل الوجود)
فمفهوم الوجود المصدريّ زائد على جملة الحقائق والماهيّات ، لكنّ الأوّل الحقّ الواجب بالذّات بذاته مبدأ الانتزاع ومصداق الحمل. وأمّا الماهيّات الثّواني ، أعني جملة الجائزات ، فمن حيث هي من تلقاء الجاعل ، لا من حيث الذّات بما هي هي ، وكون المعنى المصدريّ الانتزاعيّ بعد مرتبة الذّات ليس يصادم صدق الحمل وتحقّق الحكم [٦٧ ب] بمفهوم المحمول بحسب تلك المرتبة. أليست الإنسانيّة والحيوانيّة المصدريّتان متأخّرتين عن نفس ذات الإنسان والحيوان؟ ومفهوم المحمول ، أعني الإنسان والحيوان ، منحفظ في مرتبة الماهيّة من حيث هي هي ، إذ