على بن إبراهيم جميعا ، عن أحمد بن محمّد ، عن على بن الحكم وعبد الله بن يزيد جميعا ، عن رجل من أهل البصرة. قال : «سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الاستطاعة. فقال : أبو عبد الله : أتستطيع أن تعمل ما لم يكون؟ قال : لا. قال : فتستطيع أن تنتهى عمّا قد كوّن. قال : لا. قال : فقال له أبو عبد الله : فمتى أنت مستطيع؟ فقال : لا أدرى. فقال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ الله خلق خلقا فجعل فيهم آلة الاستطاعة. ثمّ لم يفوّض إليهم. فهم مستطيعون للفعل وقت الفعل مع الفعل إذا فعلوا ذلك الفعل ، فإذا لم يفعلوه في ملكه لم يكونوا مستطيعين أن يفعلوا فعلا لم يفعلوه. إنّ الله عزوجل أعزّ من أن يضادّه في ملكه أحد. قال البصريّ : فالناس مجبورون؟ فقال : لو كانوا مجبورين كانوا معذورين. قال : ففوّض إليهم؟ قال : لا. قال : فما هم؟ قال : علم منهم فعلا ، فجعل فيهم آلة الفعل. فإذا فعلوا كانوا مع الفعل مستطيعين. قال البصريّ : أشهد أنّه الحقّ وإنّكم أهل بين النبوّة والرسالة».
(٧٢) ومن طريق «الكافى» (ص ١٦٢) ، في العالى الإسناد محمّد بن أبى عبد الله ، عن سهل بن زياد وعلى بن إبراهيم ومحمّد بن يحيى جميعا ، عن أحمد بن محمّد ، عن على بن الحكم ، عن صالح النيلىّ ، قال : «سألت أبا عبد الله : هل للعباد من الاستطاعة شيء؟ قال : فقال لى : إذا فعلوا الفعل كانوا مستطيعين بالاستطاعة التي جعلها الله فيهم. قال : قلت : وما هي؟ قال : الآلة. مثل الزانى إذا زنى كان مستطيعا للزنا حين زنى. ولو أنّه ترك الزنا ولم يزن كان مستطيعا لتركه إذا ترك. قال : ثمّ قال : ليس له من الاستطاعة قبل الفعل قليل ولا كثير ، ولكن مع الفعل والترك كان مستطيعا. قلت : فعلى ما يعذّبه؟ قال : بالحجّة البالغة والآلة التي ركّب فيهم ، إنّ الله لم يجبر أحدا على معصيته ، ولا أراد إرادة حتم من أحد ، ولكن حين كفر كان في إرادة الله يكفر ، وهم في إرادة الله وفي علمه أن لا يصيروا إلى شيء من الخير. قلت : أراد منهم أن يكفروا؟ قال : ليس هكذا أقول ، ولكنى أقول : علم أنّهم سيكفرون ، فأراد الكفر ، لعلمه فيهم ، وليست هي إرادة حتم ، إنّما هي إرادة اختيار».
عنى عليهالسلام : بالاستطاعة المنفىّ كونها قبل الفعل ، قدرة العبد على الفعل بالقياس إلى النظام الجملىّ ، لا قدرته بحسب حال نفسه مع عزل النظر عن نظام