مصنّفات ميرداماد
(٥)
خلسة الملكوت
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سبحان خالق العدم ، فاطر الوجود ، واهب الغرائز بالفضل والطول ، مانح الفطر بالمجد والجود ، فاعل الذوات ، مبدع الماهيّات ، جاعل الحقائق ، صانع الانيّات ، بارئ العاليات الفاعلات والسّافلات القابلات ، خالق الأرضين الرّاسيات والسّماوات السّائرات ، بديع المبدعات بأطوارها وأنوارها ، خلّاق الكائنات بجهاتها وأقواتها ، قيّوم الأنوار القدسيّة في جوّ الملكوت من عقول ونفوس ، فعّال العقل النّظريّ ، شعشانىّ ثاقبات العلوم في أضواء البراهين ، كسماء ، زانها بأقمار وشموس ، مقيم الفعل على متن القوّة ، ومخرج الايس من كنتم اللّيس ، فيّاض الصّور على السّنخ القابل بالجوهر والطّباع ، ومسيّر الرّوح في أرض الجسد على المرح والرّيس.
أشهدك اللهمّ ، مالك الملك والملكوت ، عالم الغيب والشّهادة ؛ وأقرّ لعزّ ربوبيّتك وسلطان ألوهيّتك ، بذلّ العبوديّة. وأنّى للذّمم الهالكة البائرة أن توازي كبرياء مجدك بالتكبير والتّمجيد ، وأستعينك لحمدك على امتنانات نعمك واصطناعات مننك. وأيها أيها للألسن البائدة الدّاثرة أن تكافئ حقوق نعمائك بالتّسبيح والتّمحيد.
وأصلّي على أكرم مصطفيك من الذوات المقدّسة ، وأقدس مجتبيك من النّفوس المكرّمة ، أفضل من دعى إليك ، وخير من دلّ على المزلفات لديك ، سيّد النّبيّين وختمهم وخاتمهم ، أسوة المرسلين وقرمهم ومقرمهم ، شرف عالم الإمكان وسطاع نور