يسنح فيها من نسب الحركات الشّريفة المستديرة وإضافات الأوضاع المعجبة البهيجة. وطباع ما بالقوّة إنّما يقوم هاهنا بذات الهيولى الواحدة بالشّخص المبهمة في وحدتها الشّخصيّة ، وهنالك بطبيعة الحركة المستديرة.
فنفس ذات الهيولى المبهمة الشّخصيّة هنا مثال الحركة المستديرة هناك ، والحوادث المتواردة عليها هنا من الكمالات والصّور والأعراض أمثلة الأوضاع الخارجة من القوّة إلى الفعل هناك. فإذن الحدوث الزّمانىّ تدور رحاه على الهيولى القابلة والحركة المستديرة الحاملتين لطبيعة ما بالقوّة بإذن الله تعالى.
تصريح تشريقىّ
(١٣ ـ الحركة في الأسطقسات والأفلاك والنفوس العقليّة)
لعلّك تكون قد تحدّست ، ثنى ما تلى عليك ، أنّ لهيولى عالم الأسطقسات حركة في الكيفيّة الاستعداديّة ، ولأجرام الأفلاك حركة وضعيّة في الأوضاع ، ولنفوسها العقليّة حركة شوقيّة إشراقيّة في الأشواق والإشراقات الّتي تأتيها من الأفق النّوريّ الأقصى والصّقع القدسىّ الأعلى.
أما تعتبر بالنّفس العاقلة الإنسانيّة المتطهّرة من أقذار الطبيعة كيف إذا ما نالت بوارق قدسيّة اهتزّت في جوهرها ، فانبعث من ذلك حركات تصفيقيّة في الجسد ، ثمّ الحركات الجسديّة تتأدى إلى بارقات إلهيّة تارة أخرى ، كما لحركات العبادات الّتي قد سنّها القانون الإلهيّ يستعدّ الإنسان للشوارق القدسيّة؟
فكذلك النّفس الفلكيّة تنفعل بلذّات قدسيّة لإشراقات عقليّة تصطادها من صقع النّور ، فينفعل بدنها ، وهو الجرم الفلكىّ ، وتنبعث عن ذلك فيه حركات دوريّة على مناسبة تلك الإشراقات النّوريّة ، وتتهيّأ بكلّ حركة لإشراق آخر ، فلا ينقطع عنها شروق أنوار الله تعالى ، المتلألئة ، ولا تنجّذ في حقّها أمداد اللّطائف الإلهيّة والبارقات المتلامعة القدسيّة ، فيتبعها رشح الخير في عالم الطبائع الأسطقسيّة.
فإذن حركات الأفلاك كأنّها عبادات فلكيّة ومناسك ملكيّة ولا يزال يدوم هناك تجدّد الشّروقات من أفق عالم القدس بتجدّد الحركات ، وتجدّد الحركات بتجدّد الشّروقات. كما قد قيل : «إذا تغيّبت بدا ، وإن بدا غيّبنى». فكلّ حركة منبعثة عن