إشراق هي غير الحركة التي كانت معدّة لذلك الإشراق بالعدد. واعداد الحركات والإشراقات يضبطها عشق مستمرّ غير مبتوت وشوق سيّال غير مجذوذ.
والقول الفصل : أنّ هناك إشراقا وحدانيّا متجدّدا مستمرّا تنبعث عنه حركة وحدانيّة مستمرّة للنفس الفلكيّة في الكيفيّات الإشراقيّة ، وأخرى كذلك لبدنها ، وهو جرم الفلك فى الأوضاع ، وتأتمّ بهما هيولى العالم الأسطقسىّ في حركتها الوحدانيّة المستمرّة الاستعداديّة. فإن اعتبرت تلك الحركات بوحدانيّاتها ، كان التّرتّب بين النّفسانيّة والجرمانيّة والهيولانيّة ؛ وإن فرضت في كلّ واحدة منها أجزاء وقيست الأجزاء إلى الأجزاء ، كان كلّ جزء عاقب مترتبا على الجزء الدارج.
ذنابة
(١٤ ـ الإرادة الجزئيّة والحركة الجزئيّة والنسبة بينهما)
وعلى ذلك المرتع ايتمام الأمر في كلّ حركة جزئيّة إراديّة. ومن المستبينات : أنّ الرّأى الكلّىّ أو المرسل لا ينبعث عنه شوق جزئيّ بخصوصه ، ولا يصدر عنه شيء شخصىّ بعينه، إلّا أن يكون الشّيء ممّا مقتضى طباعه أن يكون نوعه في شخصه ، على ما ظنّه التلميذ في «التحصيل». ولكن ليس يستصحّه سابغ النّظر وبالغ الفحص ، والتّصوّر الكلّىّ والمرسل بالقياس إلى قاطبة الجزئيّات والشّخصيّات على نسبة واحدة ، وكلّ شطر من الحركة بالقياس إلى الإرادة الكليّة أو المرسلة في نسبة واحدة ، فليس يجب أن يتعيّن بها هذه الحركة دون تلك.
فإذن ليس بدّ هناك من إرادة جزئيّة ، فتحققن أنّه كما الإرادة الجزئيّة سبب حدوث حركة جزئيّة ، فتلك الحركة أيضا سبب حدوث إرادة أخرى جزئيّة حتّى تتصل الإرادات في النّفس والحركات في الجرم ، ولا يتسلسل دفعة بل يصير كلّ وصول إلى حدّ سببا لوجود إرادة متجدّدة مع ذلك الموصول ، ووجود كلّ إرادة سببا لوصول يتأخّر عنها ، فتستمرّ الإرادات والحركات استمرار شيء غير قارّ ، بل على سبيل تصرّم وتجدّد. والسّابق لا يكون بانفراده علّة للّاحق ، بل إنّه شرط ما ، تتمّ العلّة بانضيافه إليها.
وبالجملة ، إنّ كلّ بضعة دارجة من الحركة علّة معدّة للبضعة العاقبة من الإرادة. وكذلك كلّ بضعة دارجة من الإرادة معدّة للبضعة العاقبة من الحركة. وهكذا لا إلى