نهاية من الطرفين ، لا على الوجه الدّائر ولا على الوجه المتسلسل المستحيل. والسّلسلتان متعيّنة إحداهما بالعليّة والأخرى بالمعلوليّة بوحدانيّتهما ومتعاكستان في العليّة والمعلوليّة بحسب أجزائهما الفرضيّة ، ولا افتياق إلى أمر متجدّد خارج عنهما.
وكذلك الأمر في الحركات الطبيعيّة والقسريّة بحسب مراتب الميل المتجدّدة المختلفة بالاشتداد والتّضعّف. فالميل الطبيعىّ يشتدّ بالاقتراب من الحيّز الطبيعىّ ، والميل القسريّ يتدرّج في الاشتداد إلى غاية ما ، ثمّ يأخذ في التّضعّف إلى أن يفنى ، والعليّة والمعلوليّة بين سلسلتى الميل والحركة والتّعاكس في العليّة والمعلوليّة بين أجزائهما الفرضيّة على ذلك السّبيل. وهذه المسألة قد عدّت من غامضات المسائل.
تتمة
(١٥ ـ النفوس الفلكيّة وتأثيرها في الاجرام السماويّة)
يشبه أن تكون النّفوس العاقلة الفلكيّة الّتي هي ضرب من ملائكة الله تعالى ـ وليست هى فى جوهريّة ذواتها عقولا صرفة ، بل يخالطها طباع ما بالقوّة مخالطة ما ، ولها ما يشبه الأوهام الصادقة وما يشبه التّخيّلات الحقيقيّة ، كالعقل العملىّ فينا ـ مبادى ميول في أبدانها الّتي هي الأجرام الفلكيّة. فلا يزال كلّ نفس فلكيّة تحدث في جرم فلكىّ ميلا بعد ميل. وهو الذي يقال : إنّه الميل الاشتداديّ ، ولها معشوقات ومتشوّقات تتوخّى هي بسلوكاتها التشبّه بها ، وتلك مبادى تحريكاتها بالإشراق والتّشويق. والمعشوق الحقّ والمتشوّق الأعلى الذي منه ترتعج الشّروقات وإليه تهتاج الأشواق جناب الملك القدّوس العلىّ العظيم ، نور الأنوار ، تعالى جدّه.
اقتصاص
(١٦ ـ المعدّات وترتّب الوجود إلى القيّوم الواجب تعالى)
إنّ هناك استشكالات اختراميّة واستدفاعات اقتضابيّة لا جناح علينا لو قصصناها عليك ، بلغتك أم لم تبلغك.
(١) فمنها ـ وهو أطفّها استصعابا ـ ما رواه خاتم الحاملين لعرش التحصيل والتحقيق عن أستاده السيّد الإمام ، فريد الدّين محمّد الدّاماد النّيسابوريّ :