مصنّفات ميرداماد
(٦)
الصراط المستقيم
هو مفيض الحقّ وملهم الصّدق
كتاب الصّراط المستقيم في كيفيّة ارتباط الحادث بالقديم
وفّقنا الله لإتمامه ، بمنّه وكرمه ، كان الشّروع فيه في العشر الأخير من أوّل ربيعى عام ١٠٠٣.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
البقاء دون أفق عزّك وجلالك ، اللهمّ ، والثّناء وراء سرادق قدسك وكمالك ، يا أوّل الأوّل وعلّة العلل ، القدم حريم لجبروت ربوبيّتك ، فأسر بعقولنا ليلا من أدنى قاع الحدوث إلى الأقصى من ساحة جنابه ، الّذي باركت حوله ، والعدم غريم لذمّة مربوبيّتنا ، فدلّ نفوسنا صحوا على تجارة لا تبور ، من محو عماء الموهوم مع صحو فضاء المعلوم بفيض فضلك الّذي لا يوازى الحمد طوله. نبّهنا من رقدة الطّبيعة في غسق ليل الخلق بفلق صبح الأمر ، نزّهنا [٤ ظ] عن قاذورة الجسميّة بتلويث الوهم ، ونحن بموطئ العقل على شاطئ النّهر الغمر ، هيّج لنا من تيّار قدسك أمواجا تثير سحابا يطهّرنا من شوائب رجس الهيولى ، وهيّئ لنا من تطوار أمرنا رشدا يحثّنا على رفض أدناس الحواسّ ، فندع الجلباب الجسدانىّ كقميص نلبسه تارة ونخلعه أخرى.
يا من شموس أنواره أضاءت وجوه النّفوس الزّاكية ، وعكوس أشعّته أنارت نجوم