بتحصيل مستأنف ، ولو استغنى الباقى لا نسلخ عن طباع الإمكان ، وهو مستحيل.
إيماض
(٢١ ـ الحدوث لازم الذّات والبقاء لاحق)
فإذن ، ليس يتّزن بميزان الحقيقة إلّا أنّ التأثير في نفس الذّات ، لا في وصفي الحدوث والبقاء ، بل الحدوث لازم جوهر الذّات بما هي الذّات ، والبقاء لاحق يلزم الذّات المستبقاة من جهة دوام الإفاضة واتّصال التأثير ، وإذ الزّمان كم متصل فالزمانىّ المستمرّ إنّما يستبقيه الفاعل بأن يفعل ذاته في جملة زمانه الشخصىّ المتّصل مرّة واحدة بإفاضة واحدة.
ثمّ إذا حلّله الذّهن إلى أزمنة أو انتزع منه آنات ، كانت تلك الإفاضة الواحدة بعينها مستمرّة الذّات الشخصيّة ، متكثرة النسب العارضة بحسب الإضافات إلى تلك الأحيان المتكثرة ، فهذا سبيل استحفاظ [١٩ ظ] البقاء الزّمانيّ ، وأما غاغة الجمهور ، من المتمسّكة بحديث البناء والبنّاء ، والمنى والممني ، فغير فارقة بين جاعل الذّات وفاعل الإنّية وبين ما يجرى مجرى المعدّات وييسر مسير الروابط.
تشريق
(٢٢ ـ البارئ الفعّال يذوّت على الاتّصال)
قد التمع لك أنّ البارئ الفعّال يشيّء الشيء على الاستدامة ويذوّت الذّات على الاتّصال. فلو جذّ الفيض وأمسك عن الجعل ، لانقضّ جدار العالم ، وصارت الذوات الجوازية والماهيّات الإمكانية إلى هلاكها الذّاتي وبطلانها الأزلىّ ، فعادت دار الأيس بلقعة اللّيس ، وارتجعت ديار الإمكان قفار البطلان ، واستردّ السلب من الثبوت واسترجع العدم من الوجود. فسبحان من (يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) (من الحج ، ٦٥) ، (يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا ، وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) (من الفاطر ، ٤١).
وربّما استوضح الأمر بما استضاء من الشمس بالمقابلة ، إذ كلّما حجب عنها زال ضوءه ، لكنّ النور الحقّ لا يقاس بغيره ، فالأنوار المفارقة العقلية ظلمة صريحة