[١٦] نياط
أفتذكّرت أنّ النقطة لا تلزم طبيعة الخطّ من حيث هي خطّ ، ولا من جهة الوجود مطلقا ، [٦١ ب] بل قد تتخلّف ، وكذلك الخطّ بالنسبة إلى السطح ، وأمّا السّطح ، فإنّه يلزم الجسم في الوجود البتة ، لكن من حيث هو متناه ، لا من حيث هو جسم. فاحتفظ أنّ الآن سيرته ذلك بالنسبة إلى الزمان ، فلا يلزمه ، بل يتخلّف عنه في الأعيان دائما وأمّا في الأوهام فقد يعرض من جهة الإضافة.
[١٧] مفحص تذكيرىّ
عساك تكون ممّن تفطّن في علومه الحكميّة : أنّه ليس انتفاء المقدار الموجود في امتداده مطلقا انتهاء لذلك الامتداد بشيء من الأطراف ، انتفاء الامتداد عند حدّ على أنّ يمكن للعقل بمعونة الوهم تصوّر امتداد آخر متصل به ، [٦٢ ظ] يجمعهما ذلك الحدّ هو انتهاء له طرف ، هو ذلك الحدّ ، حيثما ليس هذا السبيل ، فلا طرف ولا انتهاء ، بل انتفاء ، فحسب فأحد امتدادى سطح المخروط المستدير ، أعنى المقاطع للامتداد الآخذ من جهة القاعدة ذاهبا إلى جهة الرأس لا ينتهى بنقطة الرأس بالذات ، بل هو غير متناه في الوضع منتف عند تلك النّقطة ، وانتفاء امتداديه عندها لا يستلزم انتهاء هما بالذّات بها. أفليس امتدادا سطح المثلّث ينتفيان عند نقطة من نقطة زواياه. ثم لا يستوجب ذلك كونهما منتهيين بها بالذات ، [٦٢ ب] وأ ليس الجسم المخروط المستدير ينتفى عند نقطة الرأس. وكذلك الجسم المسنّم عند خطّ به ينتهى سطحان من محيطه ، ثمّ لا ينتهى الأوّل بتلك النقطة ، ولا الثاني بهذا الخطّ بالذات. بل انتهاؤهما بالذات إنّما هو بالسطح ، وهو ينتهى في المخروط بإحدى جهتى أحد امتداديه بتلك النقطة وينتفى بالامتداد الآخر عندها وفي المسنّم بالخطّ.
[١٨] فصّ
فكما أنّ الامتداد المستدير لسطح المخروط منتف عند نقطة الرأس وحادث بتمامه بعدها من دون الانتهاء بها. وكذلك الدائرة حول القطب في سطح الكرة ، فإنّها منتفية عند نقطة القطب وموجودة بتمامها بعدها ، فكذلك الزمان منتف في جانب الأزل