شأنه. فمثل هذا الحركة لا يستلزم ذلك من جهة البداية أصلا ، لا في العين ولا في الوهم. نعم ربّما استلزمته في الوهم من جهة النهاية لانتهاء الحركة. فإنّ الوصول إلى منتهى المسافة آنيّ الحدوث. فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد. [٦٤ ب]
[٢١] إشارة
إنّك لتعلم أنّ الحركة إذا وجدت لا مع احد من السّرعة والبطء في زمان فإذا فرض وقوع أخرى في نصف ذلك الزمان أو في ضعفه ، كانت لا محالة أبطأ أو أسرع من الأولى. فكانت تلك أيضا على حدّ من السرعة والبطء ، وقد كانت وضعت لا حدّ على حدّ منهما ، هذا خلف. فإذن ، الحركة بنفسها ليس في طباعها استدعاء زمان بعينه. كيف وكلّ حركة في مسافة يقع في زمان ، يمكن وقوعها على أنّها في تلك المسافة في زمان أقلّ ، وكلّ زمان أيضا يمكن بالنظر إلى هويّته وقوع الحركة في أقلّ منه.
[٢٢] تأسيس
إنّ السّرعة والبطء لا تختلف بهما الحركات اختلافا [٦٥ ظ] بالنوع ، فكيف وهما تعرضان لكلّ صنف منها ، وهما ممّا يقبل الأشدّ والأضعف ، والفصل لا يقبلهما ، بل الحركة الواحدة بالاتصال تتدرّج من سرعة إلى بطء ، فهما من الأمور التي هي الحركة بالإضافة إلى حركة ، لا من التي لها في ذاتها ولا في الأزمنة تختلف هي بها اختلافا نوعيّا. فكيف وهي لا تختلف من حيث هي أزمنة بالنوع البتة ، لأنّها أقسام متصل واحد ، بل إن كان فبالشّخص ، ومقارنة ما تختلف بالشخص دون النوع لا توجب البتة مخالفة فصليّة منوّعة. فإذن الحركة إنّما تختلف نوعا باختلاف الأمور التي تقوّم ماهيّتها ، [٦٥ ب].
[٢٣] ذنابة
لعلّ الاستقامة والاستدارة في الحركة تتعاندان تعاند الفصول أو لو حق الفصول اللازمة التي يدلّ تعاندها على اختلاف الأشياء في النوع ، كما هما في الخطّ.
[٢٤] تنبيه وهتك
أليس حدّ السّرعة والبطء في المستقيمة والمستديرة من الحركة واحدا. فالسريع هو