في بقاع الأرض بأسرها ، وتطلع وتغرب الكواكب الثابتة والسيّارة في الآفاق أكثرها.
[٢٧] تشييد حدسىّ
إنّ جملة الزّمانيات يسعها الزمان بالفيئيّة ، كما يسع المكان جملة المكانيّات كذلك. وكما أنّ كلّا من مظروفات المكان يتصل منه امتداد مكانىّ إلى أقصى عالم المكان ، وهو فلك محدّد الجهات ، كذلك كلّ [٦٧ ب] من مظروفات الزمان يتصل امتداد زمانىّ منه إلى أقصى عالم الزّمان ، وهو أفق محتد التغيّر ومحدّد جهة التقضّى والتجدّد. وكما المكان يحيط بالمكانيّات جميعها ، كذلك الزّمان بالزّمانيّات جملتها ، وإلّا كان نسبة بعضها إليه بالمعيّة الغير الزمانية دون الفيئيّة. وما أيسر أن يظهر لك فساد ذلك.
فلو كان محلّ الزمان حركة مستقيمة ، ولا شيء منها يحيط بالكلّ ، كان لم تقع فيه الزمانيّات على أن تنسب إليه ب «في» ، بل كان أكثرها تقع مبانية له على أن يقتصر في النسبة على «مع» معيّة على نحو أخرى غير زمانيّة. وفيه خداج وزيغ. وسيتلى عليك ضربا ما من البيان [٦٨ ظ] إن شاء الله تعالى.
فإذن محلّ الزمان حركة مستديرة تحيط بهذا العالم كلّه ، وما هي إلّا حركة الجرم المحيط بالكلّ المحدّد للجهات. فتقدّس بعقلك وتحدّس من نفسك.
[٢٨] إيقاظ
ارجع إلى نفسك ، عساك تجد فعليّة تحقق الآن في الزّمان بحسب الوهم ، كأنّها تشبه فعليّة النّقطة في السطح المستدير ، كما لقطب الحركة في سطح الكرة ؛ أو المستوى ، كما لمركز الدائرة في سطحها. ما أسهل ما يتأتى لك بعد ما سبق أن تتفطّن.
[٢٩] تبصير
ليس الجرم المتحرك الحركة الحافظة للزمان ، وجد ، ثمّ إنّه تحرّك ، بل إنّما أخرجه [٦٨ ب] مبدعه من الليس إلى الأيس متحرّكا.
[٣٠] مضيق شكّ وفصية تحقيق
لعلّك تقول : إن كان للزمان وجود على أن يكون مقدارا للحركة ، وجب أن يتبع كلّ