يتحرّك مركز جرم الصغرى على تمام قطر منطقة الكبرى مرّتين نزولا وصعودا ، ولا يتخلّل بينهما سكون لاتصال الحركات.
فكيف وقد أسّس ذلك من قام لسدّ ثغور الحكمة ، [هو الحكيم المحقق الطوسىّ قدّس سره القدوسىّ ، منه رحمهالله] على أن يكون أساسا لحلّ العقدة في أشكال تشابه حامل القمر حول مركز العالم مع عدم تساوى أبعاد مركز التدوير عنه في أجزاء الدّور. وإنّك تعلم أنّه لا يتطرّق السكون إلى الفلكيّات ويفشى الزّلل فيه بأنّه إنّما يحصل الصعود والهبوط هناك بالحركات المستديرة في نفس الأمر والمركّبة [٧٧ ب] منها في مركز الصغرى إنّما هي المستقيمة بحسب الرؤية ، لا التي يلزمها الميل الاستقامىّ ، والحكم إنّما كان على المستقيمتين تلك الاستقامة ، فهما تستندان إلى تخالف الميلين. وأمّا هذه فلا تستلزم مبدأ ميل استقامىّ، فلا يلزم أن يكون في الفلكيّات مبدأ ميل مستقيم ، وفيها مبدأ الميل المستدير. ثمّ إنّ الكلام في الحركات المستقيمة بالذات ، وهذه حركة بالعرض.
[٣٩] وضع استنكارىّ
كأنّ الرّائين ذلك الرأى يجعلون امتناع وجود الميلين سببا لتحقق السكون ، كما أنّ امتناع الخلأ قد يكون سبب الحركة التّخلخليّة ، ويرون أنّ عدم حدوث الميل [٧٨ ظ] المحرّك عن القوّة المحرّكة هو المبدأ القاسر للسكون. فالميل القريب ربّما يستولى على الميل الطبيعىّ ويعدمه ، ويمنع الحركة الطبيعيّة ، وتكون عند انتهاء الحركة القسريّة بقيّة من الميل الغريب تقوى على منع القوّة الطبيعيّة عن إحداث الميل الطبيعىّ إلى أن تبطل بنفسها أو يبطلها سبب آخر. كما أنّ السّخونة الغريبة بعد انقطاع الحركة قد تمنع طبيعة الماء عن انبعاث بردها الطبيعىّ عنها ، أو أنّ السّبب فيه معنى وجوديّ ، فإنّ المحرّك يفيد قوّة غريبة يتحرّك بها الجسم ، وبتوسّطها قوّة مسكّنة هي أمر كالمضادّ للميل ، أعنى بذلك أنّها أمر غريب ، به يحفظ الجسم مكان [٧٨ ب] ما هو فيه ، كما بالميل يترك مكانه فيكون منه قسريّ وطبيعىّ ، كما يكون من الميل. ويلتزمون السّكنات حيث تحصل في المسافة حدود بالفعل ، كما إذا اختلفت أبعاضها بعروض البياض والسواد مثلا. والسكون في الكرة المركّبة على دولاب دائر