كون من الأكوان المنتزعة من ذاك لا تتميّز عمّا يليه بالفعل إلّا بالقوّة.
فإذن ، الحركة وجود بين صرافة القوّة ومحوضة الفعل. فهى كمال أو فعل أوّل ، به يتوصّل إلى كمال أو فعل ثان هو الوصول إلى الغاية ، فلذلك رسموها بكمال أو فعل أوّل لما هو بالقوّة من جهة ما هو بالقوّة أو بالخروج من القوّة إلى الفعل يسيرا يسيرا على سبيل اتجاه نحو شيء. وثانيهما الأمر المتصل المنطبق على الممتدّ من المسافة بين طرفيها ؛ وهذا يسمّى الحركة بمعنى القطع ، (٨١ ب) والأوّل الحركة التوسّطيّة. فتذكّر ولا تكون من الذاهلين.
[٣] إيناس
هل اختطفت ما يقولون : إنّ النقطة فاعلة للخطّ ، كالوحدة للعدد ؛ فإنّ طرف المتحرّك ، وليكن نقطة ما ، كرأس مخروط يرسم بحركته وسيلانه مسافة ، بل خطّا ما ، كأنّه ، أعنى ذلك الطرف ، هو المنتقل ، فقد تعرض للنقطة مماسّة منتقلة ، والمماسّة لا تحدث إلّا في آن. فلا يصحّ تتالى المماسّات.
فإذن ، بين كلّ مماسّتين حركة وزمان ، فيوجد هناك لا محالة خطّ ينطبق عليهما. ثمّ ذلك الخطّ تنفرض فيه نقطة متوهّمة ، لا على أنّها فاعلة له أو أجزائه ، بل على أنّها [٨٢ ظ] واصلة بين أجزائه الوهميّة. فالفاعلة للخطّ غير المتوهمّة فيه.
فهذا القول في النقطة وإن كان أمرا يقال للتخييل ، لا على أنّ له إمكان وجود ، على ما حققه الشيخ الرئيس في «الشفاء» و «التعليقات». فإنّه إذا ماسّ الجسم جسما بنقطة ثمّ ماسّه باخرى تكون النقطة الاولى قد بطلت بالحركة التي بينهما ، إذ المماسّة لا تثبت ، والجسم يكون بعد المماسّة كما كان قبل المماسّة ، فلا تبقى فيه نقطة ثابتة تكون مبدأ خطّ بعد المماسّة ولا يبقى امتداد بينهما وبين أجزاء (آخر) المماسّة. فإنّ تلك النقطة إنّما هي نقطة بالمماسّة لا غير ، كما علم في الطبيعيّات. فإذا بطلت [٨٢ ب] تلك المماسّة بالحركة فكيف تتبقى هي نقطة ، وكيف تبقى الخطّ الذي هي مبدأ له. وأيضا ما لم يكن هناك سطح موجود ، لم يصحّ للنقطة حركة. فإذن السطح والخطّ يوجدان قبل النقطة ، فلا تكون النقطة حركة النقطة علّة لوجود الخطّ ، بل هذه الحدود جميعا متأخّرة عن وجود الجسم. لكنّك إذ انجذبت بذهنك إلى لحاظه تدرّجت إلى نيل ما أنت بسبيله.