[٤] إذاعة
يشبه أن يكون في الحركة بمعنى القطع شيء ، كالنقطة الفاعلة للخطّ وأشياء كالنقط المفروضة فيه التي لم تفعله ، بل تأخّرت عنه (٨٣ ط) وكذلك في الزمان ، فإنّه يتوهّم منتقل وحدّ في المسافة وزمان. فالمنتقل بفعل نقلة متصلة على مسافة متصلة في زمان متصل ، فهو ، بل حالته التي تلزمه في الحركة ، أعنى الكون في الوسط ، أمر بسيط غير منقسم ، فعّال بسيلانه اتّصالا متقدّرا بالزمان ، ويطابقه من المسافة نقطة ، أعنى الفاعلة ، لا الواصلة بين جزءين من اجزائها ، ومن الزمان آن.
وهذا هو ما نسمّيه الآن السّيال. لست أعنى بذلك ، الآن المحفوف بالماضى والمستقبل ، كأنّه حدث زمان فحدّ بعد حصوله بذاك ، على ما عرّفناك من قبل ، بل الأمر [٨٣ ب] البسيط الراسم للزمان الذي هو مقدار الحركة المنطبق على الحركة التوسّطيّة. فمن البيّن أنّه لا يكون مع المنتقل المتحرّك خطّ المسافة فقد خلفه ، ولا الحركة بمعنى القطع فقد انقضت ، ولا الزمان فقد سلف. فإذن إنّما يكون معه من كلّ واحد أمر غير منقسم باق دائما ما بقى الانتقال. فمن القطع الشيء الذي هو الحركة ما دام الشيء يتحرك ، ومن المسافة الحدّ إمّا نقطة أو غيرها ومن الزمان هذا الآن.
[٥] ذكر فيه تشييد
قال الشيخ في طبيعيات («الشفاء» ، ص ١٦٤) : «فكلّ واحد من هذه نهاية ، والمنتقل أيضا نهاية لنفسه ، [٨٤ ظ] من حيث انتقل ، كأنّه شيء ممتدّ من مبدأ المسافة إلى حيث وصل ، فإنّه من حيث هو منتقل شيء منتقل من المبدأ إلى المنتهى ، وذاته الموجودة المتصلة حدّ ونهاية لذاته من حيث قد انتقل إلى هذا الحدّ.
فحرى بنا أن ننظر : هل كما أنّ المنتقل ذاته واحدة ، وبسيلانه فعل ما هو حدّه ونهايته ، وفعل المسافة أيضا ؛ فكذلك في الزمان أيضا شيء هو الآن يسيل ، فتكون هي ذاتا غير منقسمة من حيث هي هو ، وهو بعينه باق من حيث ذلك ، وليس باقيا من حيث هو الآن ، لأنّه إنّما يكون آنا ، إذا أخذ مجدّدا للزمان ، كما أنّ ذلك [٨٤ ب] إنّما يكون منتقلا إذا كان محدّدا لما يحدّده ، ويكون في نفسه نقطة أو شيئا آخر.
وكما أنّ المنتقل يعرض له ، من حيث هو منتقل ، أنّه لا يمكن أنّ يوجد مرّتين ، بل