المعنى قد يكذب هو والامتداد كلاهما معا. وكان الموضوع على القابليّة باعتبار الوقوع في أفق الزمانيّات كحدوث الحركة التوسّطيّة المنطبقة على الآن السيّال.
فإذن إنّما يعقل الامتداد والاستقرار ومقابلاهما في الأمور الواقعة [١١٥ ب] في افق الزمانيّات فقط. وهناك أيضا من قبل الزمان وطرفه لا غير.
والشيخ الرئيس أبو على أمعن النظر فقال في كتاب («التعليقات» ، ص ١٣٩) «كلّ ما يكون له أوّل وآخر ، فبينهما اختلاف مقداريّ ، أو عدديّ ، أو معنويّ. فالمقداريّ ، كالوقت والوقت ، أو الطرف والطرف ؛ والعدديّ كالواحد والعشرة ؛ والمعنويّ كالجنس والنوع ، والوجود لا أوّل له ولا آخر بذاته».
[٢] منهل
مقولة متى هي نسبية ما للشيء إلى الزمان ، وهي كونه فيه نفسه أو في طرفه ، فإنّ كثيرا من الأشياء يقع في أطراف الأزمنة لا في زمان أصلا ، كالمماسّة والتقاطع بين الخطّين والوصول [١١٦ ظ] إلى ما إليه الحركة ويسأل عنها بمتى يجاب.
وذكر الشيخ في قاطيغورياس («الشفاء» ، ص ٢٣٢) : «أنّه كما لم يكن الإضافة معنى مركّبا ، كذلك الأين ومتى يجب أنّ لا يظنّ فيهما تركيب. ولخّص ذلك فى («التعليقات» ، ص ٤٣) بقوله : «قولنا متى وأين ، ليس يعنى به كون الشيء في المكان أو الزمان مركّبا ، ويعنى بالتركيب الموضوع مع نسبة ؛ بل يعنى به نفس النسبتين. فنفس النسبة هو الأين ، لا المنسوب ولا المنسوب إليه ، ولا مجموع النسبة والمنتسبين. وكذلك الحال في الإضافة ، كالأخوّة» ، ثمّ قال بعد ذلك بيسير (ص ٤٤) : «متى الشيء هو كونه في زمانه. وقد يكون الزمان [١١٦ ب] موجودا ، ولا يكون ذو الزمان فيه ، فلا يكون متى وكذلك الأين».
[٣] جمع وتفريق
أليس الأين ، منه حقيقىّ أولى ، وهو كون الشيء في مكانه الحقيقىّ ، ومنه ما هو ثان غير حقيقىّ ، وهو كون الشيء في مكانه الغير الحقيقىّ ، كالكون في الدار أو في السوق ، ومنه جنسىّ ، كالكون في المكان المطلق ، ومنه نوعىّ ، كالكون في الهواء ، و