كلماته ، [١٨٣ ب] ومن المعلّم الثاني في تعليقاته ، وتكرّر من الشيخ الرئيس في كتبه.
قال خاتم الحكماء في «شرح الإشارات» (ج ٣ ، ص ١١٩). «وإنّما عبّر عن الدوام هاهنا بالسرمد ، لأنّ الاصطلاح ، كما وقع على إطلاق الزمان على النسبة التي تكون لبعض المتغيّرات إلى بعض في امتداد الوجود ، فقد وقع على إطلاق الدهر على النسبة التي تكون للمتغيّرات إلى الأمور الثابتة ، والسرمد على النسبة التي تكون للامور الثابتة بعضها إلى بعض».
[٣] تلويح
وهناك قسم آخر هو الدّوام بالذات ، وهو القدم الذّاتىّ ، ومرجعه إلى عدم مسبوقيّة الوجود بالعدم بالذّات. وإنّما يتحقّق إذا كان [١٨٤ ظ] الوجود واجبا بذاته ، ويقابله اللّادوام بالذّات ، أعنى المعبّر عنه في لسان الفلسفة بالحدوث الذّاتي ، وهو مسبوقيّة وجود الشّيء بالعدم بالذّات ويستغرق الطبائع الإمكانيّة ، مفارقاتها ومادّياتها على الإطلاق. فكما إذا تسرمد الوجود بحسب الواقع تحقق الدّوام السرمديّ ، فكذلك إذا تسرمد الوجود بالذّات تحقّق الدّوام الذّاتىّ. وحيث يحين حينه من ذى قبل يبسط القول فيه على مسلك التّحصيل إن شاء الله العزيز الجميل.
[٤] إيماض
كأنّك ، بما لاح لك ممّا قرع سمعك ، [١٨٤ ب] مستأنس بعزيزتك بمسلك العقل، آنس ببصيرتك لمشهد الحقّ. فلا بأس إن تلونا عليك : أنّ الأزل على ضربين ، زمانىّ وأرفع منه. فأمّا المرتفع عن محتد الزّمانيّة ، فهو ما بحسب صرف وجود المبدأ الأوّل تعالى وجودا متقدّسا عن الامتداد والاستمرار ، ومقابليهما اللّذين باعتبار عدم البقاء ، تعالى عن ذلك ، بل محيطا بالاستمرار وبكلّ ما تسعه الشّيئيّة وصرف عدم الزمان عدما بمعزل أيضا عن ذلك كلّه ، متقدّما على وجوده تقدّما سرمديّا لا زمانيّا ، والزمان بنفس امتداده الاتصالىّ وبجميع أجزائه الممكن الانحلال هو إليها ، لا بطرفه ، فقد [١٨٥ ظ] مسبوق بهذا الأزل ، ولا شطط ، سمّى الأزل السرمديّ.
وأمّا الأزل الزمانىّ. فهو عبارة عن أزمنة في جهة الماضى إلى حيث لا يتقدّمها