كيف والحركة ممّا يحصل بالفعل في الذهن حصولا قارّا مستكملا ؛ ولا بالحركة معناها التوسّطيّة ، إذ هي أمر بسيط يحصل [٢٠١ ظ] بتمامه بعد نهاية زمان السكون ، ولا يعقل لذلك التوسّط أجزاء ، فلا يصحّ الحكم بأنّه من الأمور الغير القارّة إلّا من جهة أحواله ونسبه. ونظر الشيخ في أصل الوجود وأنّه ليس حصولا قارّا. ولذلك قال هناك بعد شطر من الكلام : «فالحركة هي ما يتصوّر من حال الجسم ، لخروجه عن هيئة قارّة يسيرا يسيرا. وهو خروج من القوّة إلى الفعل ممتدّا لا دفعة» ، (ص ١٠٧). فتدبّر عساك تراك من المستبصرين.
[١٥] تكملة
الزمان الممتدّ والحركة المتصلة كما يوجد أن في الأعيان ، كذلك يرتسمان في الأذهان من راسميها المتحققين [٢٠١ ب] من حيث ثبات تحقّقهما واختلاف نسبتهما إلى حدود المسافة وما يرتسم منهما في الذهن قارّ الذات بحسب الوجود البقائى هناك. وأمّا حدوث الارتسام فى الذهن فعلى التدريج في مجموع الزمان الممتدّ الموجود في الأعيان المطابق لذلك المرتسم فى الذهن. وأمّا في أيّ آن من الآنات فلا يرتسم من ذلك المرتسم جزء أصلا ، إذ كلّ من أجزائه زمان أو حركة ، فكيف يطابق الآن ، بل الآن إنّما يطابق طرف ذلك المرتسم الذي هو آن أيضا أو حدّ من حدود الحركة المتصلة. فإذن الزمان الممتدّ موجود في الأعيان [٢٠٢ ظ] ومرتسم في الأوهام أيضا من الآن السيّال ، وكذلك الحركة القطعيّة المتقدرة به من الحركة التوسطيّة. فاتّخذ ذلك مطيّا يعوزك امتطاؤه في ما انيلك إيّاه بالأسفار العقليّة من الأفكار العرشيّة.
[١٦] تسجيل
أليس مجرّد عدم الاجتماع بحسب الحدوث إذا لم يكن هناك تعاقب في البقاء ممّا لا يحقق معنى كون الشيء غير قارّ الذات. أفليس هذا المعنى يتحقق في المقادير القارّة عندهم ، كالجسم التعليمىّ ، إذا تحققت حركة في الكم ، كما في النموّ ، بل في التخلخل والتكاثف الحقيقيّين ، ولا يفضى ذلك إلى الخروج عن قرار الذات ، [٢٠٢ ب] فالمرتسم من الزمان أو الحركة في الذهن من حيث كونه تدريجىّ