وأيضا ما يختصّ وجوده بآن (٢٧٧ ظ) فقط ، كالأمور الآنيّة الوجود إنّما يعدم في جميع الزّمان الّذي طرفه آن الوجود وفي جميع الآنات بعد ذلك الآن ، ولا يكون هناك آن مبتدأ يختصّ به أوّل وقوع العدم.
تنبيه
أوّل الأقسام ، أعنى الحصول الدّفعيّ ، وهو الحصول دفعة في آن هو طرف للزمان وفصل مشترك بين حاشيتيه لا يقع إلّا في الحوادث الزّمانيّة ، فإنّ القديم الزّمانيّ لا يبتدأ وجوه في آن ، بل إنّما يكون حادثا دهريّا يخرجه مبدعه من العدم الصّرف الواقع في الخارج إلى الوجود من دون أن يتحقّق هناك آن يكون طرفا لزمان ، على ما قد استبان لديك من قبل (٢٧٣ ب).
وأما الأخيران ، أعنى الحصول يسيرا يسيرا في زمان على سبيل الانطباق عليه ، وهو الحصول التدريجيّ ، والحصول في نفس الزّمان لا على التّطابق وهو الحصول الزّمانيّ ؛ فكما يكونان في الحوادث الزّمانيّة ، كالحركات القطعيّة الحادثة زمانا ومقاديرها من الأزمنة والحركات التّوسّطيّة الراسمة لتلك الحركات والآنات السّيالة الرّاسمة لتلك الأزمنة ، فقد يكونان للقديم الزّمانيّ أيضا ، كالحركة القطعيّة للفلك الأقصى والزّمان الّذي هو محلّه والحركة التّوسّطيّة لذلك الفلك والآن السيّال الذي هو منطبق عليها.
توضيح
فإذن ، الحادث (٢٧٤ ظ) الزّمانيّ ليس ما يكون له أوّل آنات الوجود ، بل هو ما يكون زمان وجوده مسبوقا بزمان عدمه أو آن وجوده طرفا لزمان علامه السّابق ، سواء كان طرفا لزمان عدمه اللّاحق أيضا ، فيكون فصلا مشتركا بين زمانيّ عدميه السّابق واللّاحق ، أو كان طرفا لزمان وجوده البقائيّ.
فالحادث الزّمانىّ يكون على ثلاثة أضرب : ضرب منه يوجد عن العلّة دفعة في آن ما من الآنات ويكون وجود هذا الحادث أو أوّل حدوثه لا محالة منطبقا على ذلك الآن. وضرب منه يوجد عن العلّة في مجموع زمان معيّن على نحو الانطباق (٢٧٤ ب) عليه بحيث ينفرض بإزاء كلّ جزء من الزمان جزء في ذلك الحادث ،