زمانى النّهار واللّيل. فتدبّر وأحسن إعمال رويّتك.
(٤ ـ القوس جزء أو كلّ)
ثمّ مهما استيقنت وتيقّنت ، تحقّق لديك : أنّه إن اعتبرنا قوس النّهار ، بما هي به جزء من مقدار اليوم بليلته ، بمعنى زمان ما بين الطّلوعين ، مركز الشمس ، كان المعتبر فيها ما سارته الشّمس بحركتها الخاصّة من منطقة البروج من حين طلوع نقطة من المعدّل مع مركزها إلى حين غروب تلك النّقطة بحسب المطالع ؛ وإن اعتبرناها على معنى أنّها مقدار ما بين طلوع مركز الشّمس وغروبها ، كان المعتبر فيها هي بعينها تلك القوس الّتي سارتها الشّمس بحركتها التّقويميّة من حين طلوع نقطة من المعدّل مع مركزها إلى حين غروب تلك النّقطة ، لكن لا بحسب المطالع ، بل بحسب المغارب.
فحينئذ لو صيّر إلى مسلك الحكيم المحقق وشيعته من اعتبار تلك القوس بحسب المطالع ، لسانح أيضا باعتبار ، وإن كان المصير إلى ما ذهبنا إليه أسوغ وأولى.
(٥ ـ سؤال)
فعلى ما حققناه ، لو سئل وقيل : هل مقدار اليوم بليلته ، أى زمان ما بين طلوعى مركز الشّمس ، يخالف مجموع مقدارى قوسى النّهار واللّيل ، أى زمانى ما بين طلوع مركز الشّمس وغروبها ، ثمّ ما بين غروبها وطلوعها.
(٦ ـ جواب)
يجاب ويقال : نعم ، ويستغرب أشدّ الاستغراب. وذلك من خواصّ كون الأفق مائلا ومن الغرائب اللّازمة لميلان الآفاق المائلة. كما أنّ كون حركة الشمس في الليل عن معدّل النّهار ، مثلا ، على مجموع قوس ما من منطقة البروج غير مساوية لضعف حركتها في اللّيل عنه على نصف تلك القوس ، من خوّاص كون منطقة البروج مائلة عن معدّل النّهار غير مساوة لضعف ارتفاع ساعة ، بل أقلّ منه ، من خواصّ مثل ذلك التّقاطع بين الأفق ومعدّل النهار. فإنّ ذلك يقتضي أن تكون القسىّ الواقعة من دائرة نصف النّهار ، بل من دائرة الارتفاع بين المنتظرات المارّة بأطراف القسىّ المتساوية المتتالية المفصولة بها من معدّل النّهار فوق الأفق متخالفة المقدار بالتّصغر والعظم ، أعظمها ما يقرب من الأفق.