الشّخصيّة ، وهي لا تحصل إلّا بعد حصول الكلّ. فلذلك ليست هي أجزاء على الحقيقة ، بل على المسامحة والتّشبيه. وهي متوافقة [٢٧ ب] وموافقة للكلّ في الماهيّة ، ومتشاركة في الاسم والحدّ.
إيماض
(١٠ ـ وجود الأجزاء المقداريّة)
أليس [من] فطريّات القريحة الصحيحة أنّ الموجود ، كما يستحيل أن يكون تركّبه من المعدوم الصرف ، كذلك يستحيل أنّ يكون انحلاله إلى المعدومات الصرفة. فالأجزاء المقداريّة لها نحو من الوجود في الأعيان بتّة ، أفكيف تكون ليسيّات صرفة ، وربّما تقع موضوعات لموجبات عقود خارجيّة صادفة ، كما إذا تسخّن بعض متّصل ما وتبرّد بعضه ، مثلا ، وليس يصحّ أنّ تكون مفروزة الوجود عن الكلّ. أفيعقل الاتّصال الواحدانيّ وهناك ذوات متوازرة متباينة ، فهي لا محالة موجودة بعين وجود الكلّ ، لا من حيث هي برءوسها اتّفق أن كان لها في الأعيان وجود واحد كما هو سنّة الطبائع المحمولة ، بل من حيث إنّها أبعاض ذلك المتّصل الّذي هو موجود واحد برأسه. فإذن ، وجودها في الأعيان بين صرافة القوّة ومحوضة الفعل. ثمّ إذا طرأ الانفصال شوهدت ذوات متباينة ، فيكون الوجود هناك قد تعدّد بالضّرورة.
وبالجملة ، الوجود هو نفس الموجوديّة المصدريّة وليس يتصوّر له تخصّص وتكثّر إلّا بالإضافة إلى موضوعات متكثّرة ، فهما اتّحدت الذوات توحّد الوجود ومهما تباينت تكثّر. فإذن ، الاتّصال والانفصال مصيرهما إلى توحّد الوجود وتكثّره. ففصل المتّصل تكثير الواحد ، ووصل المنفصلين توحيد الكثير ، فالقسمة بالحقيقة تحويل الوجود الواحد إلى وجودات متكثّرة. ومن هناك يتبرهن أنّ الواحد بالاتصال لا يختلف بالحقيقة ولا يتصل ما لا يتشابه بالطّبيعة. فالمتصل الواحد أجزاؤه المقداريّة جميعا ، بل قاطبة المتّحدات في الوجود متحدة بالماهيّة متشابهة بالطّبيعة بتّة [٢٨ ظ].
إيماض
(١١ ـ هويّة الشّيء وتعيّنه)
هل قرع سمعك قول شركائنا الذين سبقونا بالصناعة : «هويّة الشّيء وتعيّنه ووحدته