العقلانىّ والنّفسانىّ ، وحينئذ يكون هذا الكلام إشارة إلى مراتب العلم التفصيلىّ على ما يشرحها مفصّلا.
قوله : «بل واجب الوجود إنّما يعقل كلّ شيء على نحو كلّىّ ... الخ».
هذا شقّ لشقّى التّرديد المنفيّين بالبرهان. وقوله : «على نحو كلّى» قيد لقوله «يعقل» ، لا لقوله «كلّ شيء». وملخّصه : أنّه يعقل كلّ جزئيّ وكلىّ علما ، ذلك العلم على نحو كلّىّ ، أى على نحو غير متغيّر ، كما هو سنّة الكليّات. «م ح ق قدسسره». [قوله : ...]
أى ما من شأنه أن يفعل فقط ، إن كان له يفعل من غير أن يشاء ويريد. فذلك الشّيء ليس له قدرة ولا قوّة بهذا المعنى. وإن كان إنّما كون يفعل له بإرادة إلّا أنّه دائم الإرادة دواما ضروريّا وواجبا وجوبا اتفاقيّا أو ذاتيّا ، ومستحيل تغيّرها استحالة اتفاقيّة أو ذاتيّة ، فإنّه إنّما يفعل بقدرة واختيار لا محالة.
بل الحقّ ، على ما نحن أوردناه فى كتابنا «الإيماضات والتشريقات» وفى ساير كتبنا ، أنّ القدرة والاختيار تتأكد بوجوب الإرادة وجوبا ذاتيّا ، ولا سيّما ما إذا كان الفاعل القادر نفس ذاته هى بعينها الإرادة ، ومع ذلك يستمرّ صحّة الصّدور واللّاصدور المعتبرة فى حدّ القدرة بالنّسبة إلى ذات الفاعل القادر ، ولكن بحسب القياس إلى ذات المفعول المقدور عليه ، إذ ذات الفاعل القادر بحيث ما إذا كان مفعوله ممّا يليق بنظام الخير فى الوجود كان متعلق المشيّة بحسب ذلك الاعتبار.
وإذا كان ذلك المفعول بعينه ليس هو ممّا ذاته خير النظام الجملىّ للوجود لم يكن متعلّق المشيّة بتّه. ونعم القول ما قلناه فى «الصحيفة الملكوتية» : «انّ كلمة الحكمة الحقّة الصحيحة خفيفة على لسان العقل الصريح ثقيلة على الأسماع الجمهوريّة». «م ح ق. قدسسره العزيز». (دانشگاه ، ش ٤١٤٦ ، مجلس ، ش ٤١٦٤).
(٢٣)
شرح حديث تمثيل الإمام على بسورة التوحيد
رسالة فى تحقيق حديث ورد فى شأن على بن أبى طالب عليه الصّلاة والسّلام من مؤلفات ثالث المعلّمين باقر علوم الأولين والآخرين محمد باقر الداماد الحسينىّ ، قدسسره.
بسم الله الرحمن الرحيم. ومنك الاستيفاق يا كريم