ثمّ إنّ تخصيص التّشبيه ب «قل هو الله أحد» فيه بعد روم التنبيه على قصيا الجلالة وقصيا المنزلة رعاية الاطباق على حال على بن أبى طالب ، صلوات الله عليه ، فى درجه الإخلاص لله سبحانه ، ومعرفة حقائق التوحيد ، فهو ينطق بلسان حاله لما ينطق به «قل هو الله أحد» بلسان ألفاظها ، ولسان الحال أفصح وبيانه أبلغ. ومن هناك انبرغ عن لسانه، صلوات الله عليه ، : «ذلك الكتاب الصامت ، وأنا الكتاب النّاطق». فعلىّ ، عليهالسلام ، سورة الإخلاص والتّوحيد فى كتاب العالم ، وكتاب عقلىّ مبين ، مضاه لكتاب نظام الوجود.
وأسرار الآيات مفاتيحها عند الله العليم الحكيم ، ورموز الأحاديث مصابيحها فى مشكاة كمال رسوله الكريم. وما الفضل إلّا بيد الله ، وما الفوز إلّا باتّباع رسول الله والتّمسّك بأهل بيته الأطهرين ، صلوات الله عليه وسلامه عليهم أجمعين.
وكتب مسئولا أحوج المفتاقين إلى رحمة ربّه الغنىّ محمّد بن محمّد ، يدعى باقر الدّاماد الحسينىّ ، ختم له بالعاقبة الحسنى فى الألف والعشرين من الهجرة المباركة المقدّسة النّبويّة ، حامدا مصلّيا مسلّما تائبا مستغفرا ، والحمد لله حقّ حمده.
هذا صورة خطّه ، رحمهالله فى نشأته. وكتب هذه الرّسالة متنا وحاشية من نسخة الأصل بخطّه ره ، أحوج المربوبين إلى ربّه الغنىّ ابن على نقى بهاء الدين محمّد الطّغائىّ. (بحار الانوار ، ج ٣٩ ، ص ٢٧١ ـ ٢٧٢. من انا نحن الى آخر الرسالة. آستان قدس ، ش ... ، ملك ، مجموعه ، ش ... ، مع الحواشى بخطّ المؤلّف).
(٢٤)
رساله «مكانا عليّا»
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله ، جلّ مسجده وعزّ سلطانه ، فى تنزيله الحكيم وقرآنه الكريم : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ ، إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) (مريم ، ٥٧)
ياد كن در كتاب مبين ما ادريس را كه او بتحقيق پيغمبرى بود در درجه يقين بغاية الغاية راسخ ، ودر تصديق اسرار ربوبيّت وتحقيق مكنونات علم وغوامض حكمت سابق وشامخ ، وما او را برداشتيم ورفعت داديم از روى علوّ منزلت وسموّ مرتبت ،