السّامح السّابح ، أفضل الدّين ، صالح الجزائريّ ، رفعت أعمد قدره إلى ذرى سماء المجد والسّناء ، قد سرّني بكريم لقائه ، فحضر المحفل المعقود للمدارسة والمناظرة ، وأخذ طرفا من المسائل بحقائقها ، على ما ساعدته الأقطار بجلائلها ودقائقها ، واستجازني ، فاستخرت الله تعالى ، وأجزته أن يروي عنّي الأصول الأربعة ، في أحاديث أئمّتنا الطّاهرين ، صلوات الله عليهم أجمعين ، بطرقي المتّصلة إلى الأقدمين من أصحاب الحديث ، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وأن يروي مصنّفاتي في العلوم العقليّة والشّرعيّة ، ومصنّفات جدّي المحقق ، أعلى الله مقامه ، ومصنّفات مشايخى وأساتيذي ، ومصنّفات العلّامة ، آية الله ، جمال الملّة والدّين بن المطهّر الحلّيّ ، رضى الله رمسه وأن يروي ما يجوز لي روايته مراعيا في ذلك الشّروط المقرّرة وإليه النّهاية. حرّر الأسطر على ضيق المجال أحوج الخلق إلى الله الغنيّ ، محمّد بن محمّد ، المدعوّ بباقر الدّاماد ، حامدا مصلّيا مسلّما مستغفرا.
(٨)
إجازة المير الدّاماد للسّيد حسين الكركيّ العامليّ
صورة إجازة سيّدنا وسندنا ومقتدانا ، مقتدى الفرقة الحقّة النّاجية لبعض السّادة الأجلة.
بسم الله الرحمن الرحيم ، والاعتصام بالعزيز العليم
الحمد لله ربّ العالمين ، حمدا حامّا ضامّا تامّا ، وراء ما يبلغه عقول الحامدين ، كفاء حقّ حمده وحذاء عزّ كبريائه وإزاء جلال مجده ؛ والصّلاة على سيّد زمر السّفراء السّانيّن والأنبياء المرسلين ، وأوصيائه الأصفياء البررة المقرّبين المكرّمين ، خزنة الوحي وحملة الدّين وأوعية العلم وهداة الخلق من بعده.
وبعد ، فإنّ السّيّد السّند ، الأيّد المؤيّد ، الفقيه النّبيه ، الجليل النّبيل ، الفريد الوحيد ، الأفضل الأكمل ، الأمجد الأوحد ، زبدة الفقهاء الفخام ، وعمدة الفضلاء الكرام ، وبقيّة العلماء الأعلام ، شرفا للسيادة والنّجابة ، والفقاهة والنّباهة ، والجلالة والكرامة ، والعلم والدّين ، الحسين بن السّيد الأجلّ ، المبرور المحبور ، المرحوم المغفور ، حيدر الحسينيّ ، الكركيّ الحامليّ ، أسبغ الله إفضاله ، ووفّر في زمرة أهل العلم أمثاله ، قد شرّفني بصحبته الشّريفة ملاوة من الزّمان ، وعرّفني مرتبته المنيفة تلاوة من الأوان ، واختلف إلى محفلي المعقود للمدارسة ومجلسي المعهود للمفاوضة ليالي وأيّاما وشهورا وأعواما ، فقرأ وأمعن ، وسمع وأتقن ، واستفاد واقتبس ، واصطاد و