يافته. ديگرى گفت : «حيف از مقتداى ايران حيف». شيخ محمود نام عرب جزائرى : «مات مجتهد الزّمن» يافته بود.
(١٢)
نامه شيخ بهائى به ميرداماد
(بسم الله الرحمن الرحيم)
طوبى لك ، أيّها المكتوب ، حيث تتشرّف بملامسة أنامل سيّدنا ومخدومنا ، بل مخدوم العالمين ، سمّى خامس أجداده الأئمّة الطاهرين ، سلام الله عليهم أجمعين. سلام عليكم ، لا حاجة إلى ما استقرّ عليه العرف العامّ واستمرّ به الرّسم بين الأنام ، من توشيح الخطاب وترشيح مبتدأ الكتاب ، بذكر المزايا والألقاب ونشر معالى المآثر في كلّ باب ، إذ هو في ما نحن فيه كفت شهرته مئونة التصدّى لتحريره ، وأغنى ارتكازه في الخواطر عن التّعرّض لشرحه وتقريره.
ولو أنّا أطلقنا عنان القلم في هذا المضمار وأجرينا فلك البيان في ذا البحر الزّخار ، لكنّا بمنزلة من يصف الشّمس بالضّياء أو ينعت حاتم بالسّخاء ، ونادينا المقام بأفصح لسان : إنّ العيان يغنى عن البيان. وأمّا شدّة العطش إلى رشف راح الوصال وحدّة الحرق والتّلهّف إلى شرف الاتّصال فأعظم من أن يحويه نطاق الكلام أو تنبئ عنه ألسنة الأقلام. فلذلك طوينا كشحا عن مدّ أطناب الإطناب في ذلك ، فضربنا صفحا عن إنارة شهاب الإسهاب في تلك المسالك واقتصرنا على إهداء طرائف صحائف تسليمات تنهل عن رياض الوداد هواطلها ، وشرائف تحيّات تجتاز في مسالك الاتّحاد قوافلها ، وخوالص خصائص دعوات تتهادى في جادّة الإخلاص رواحلها ، وتصدح في حدائق المودّة والإخلاص بلابلها.
وإنّ مجارى أحوال المحبّ القديم ، الّذي هو خالص بالوداد ومقيم على ما يوجب مزيد الحمد ويستدرّ أخلاق الشّكر ؛ والأوقات بتوفيق الله ، سبحانه ، مصروفة في تدارك ما فات، والاستعداد لما هو عن قريب آت.
والمأمول من الألطاف القدسيّة الإجراء على صفحة الخاطر الأنور والضمير الأطهر بما يسنح من صوالح الدّعوات المعطّرة مشامّ الإجابات وفتح أبواب المكاتبات و